تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٣
سورة يوسف من الآية 107 وحتى الآية 109 107 (أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله) أي عقوبة مجللة قال مجاهد عذاب يغشاهم نظيره قوله تعالى (يو يغشاهم العذاب من فوقهم) الآية قال قتادة وقيعة وقال الضحاك يعني الصواعق والقوارع (أو تأتيهم الساعة بغتة) فجأة (وهم لا يشعرون) بقيامها قال ابن عباس تهيج بالناس وهم في أسواقهم 108 (قل) يا محمد (هذه) الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها (سبيلي) سنتي ومنهاجي وقال مقاتل ديني نظيره قوله (ادع إلى سبيل ربك) أي إلى دينه (ادعوا إلى الله على بصيرة) على يقين والبصيرة هي المعرفة التي يميز بها الحق والباطل (أنا ومن اتبعني) أي ومن آمن بي وصدقني أيضا يدعو إلى الله هذا قول الكلبي وابن زيد قال حق على من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه ويذكرون بالقرآن وقيل تم الكلام عند قوله (ادعوا إلى الله) ثم استأنف (على بصيرة أنا ومن اتبعني) يقول إني على بصيرة من ربي وكل من اتبعني قال ابن عباس يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا اختارهم الله لصحبة نبيه ولإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم قوله تعالى (وسبحان الله) أي وقل سبحان الله تنزيها له عما أشركوا به (وما أنا من المشركين) 109 (وما أرسلنا من قبلك) يا محمد (إلا رجالا) ملائكة (نوحي إليهم) قرأ أبو جعفر وحفص (نوحي) بالنون وكسر الحاء وقرأ الآخرون بالياء وفتح الحاء (ومن أهل القرى) يعني من أهل الأمصار دون أهل البوادي لأن أهل الأمصار أعقل من أهل البوادي لغلظهم وجفائهم (أفلم يسيروا في الأرض) يعني هؤلاء المشركين المكذبين (فينظروا كيف كان عاقبة) آخر أمر (الذين من قبلهم) يعني الأمم المكذبة فيعتبروا (ولدار الآخرة خير للذين اتقوا) يقول (خير للذين اتقوا) يقول جل ذكره هذا فعلنا بأهل طاعتنا أن ننجيهم عند نزول العذاب وما في الدار
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 » »»