تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٢
سورة يوسف من الآية 102 وحتى الآية 106 فرأوا أن يدفنوه في النيل حيث يتفرق الماء بمصر ليجري الماء عليه وتصل بركته إلى جميعهم وقال عكرمة دفن في الجانب الأيمن من النيل فأخصب ذلك الجانب وأجدب الجانب الآخر فنقل إلى الجانب الأيسر فأخصب ذلك الجانب وأجدب الجانب الآخر فدفنوه في وسطه وقدروا ذلك بسلسلة فأخصب الجانبان جميعا إلى أن أخرجه موسى فدفنه بقرب آبائه بالشام 102 (ذلك) الذي ذكرت (من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم) أي ما كنت يا محمد عند أولاد يعقوب (إذ أجمعوا أمرهم) أي عزموا على إلقاء يوسف في الجب (وهم يمكرون) بيوسف 103 (وما أكثر الناس) يا محمد (ولو حرصت بمؤمنين) على إيمانهم وروي أن اليهود وقريشا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصة يوسف فلما أخبرهم على موافقة التوراة لم يسلموا فحزن النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك فقيل لهم إنهم لا يؤمنون وإن حرصت على إيمانهم 104 (وما تسألهم عليه) أي على تبليغ الرسالة والدعاء إلى الله تعالى (من أجر) جعل وجزاء (إن هو) ما هو يعني القرآن (إلا ذكر) عظة وتذكير (للعالمين) 105 (وكأين) وكم (من آية) عبرة ودلالة (في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون) لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها 106 (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) فكان من إيمانهم إذا سئلوا من خلق السماوات والأرض قالوا الله وإذا قيل لهم من ينزل القطر قالوا الله ثم مع ذلك يعبدون الأصنام ويشركون وعن ابن عباس أنه قال إنها نزلت في تلبية المشركين من العرب كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك وقال عطاء هذا في الدعاء وذلك أن الكفار نسوا ربهم في الرخاء فإذا أصابهم البلاء أخلصوا في الدعاء كما قال الله تعالى (وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين) الآية (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) وغير ذلك من الآيات
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 » »»