تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٠٣
سورة الأنعام (61 63) يعني أجل الحياة إلى الممات يريد استيفاء العمر على التمام (ثم إليه مرجعكم) في الآخرة (ثم ينبئكم) يخبركم (بما كنتم تعملون) سورة الأنعام (61) (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة) يعني الملائكة الذين يحفظون أعمال بني آدم وهو جمع حافظ نظيره (وإن عليكم لححافظين كراما كاتبين) (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته) قرأ حمزة (توفاه) و (استهواه) بالياء وأمالهما (رسلنا) يعني أعوان ملك الموت يقبضونه فيدفعونه إلى ملك الموت فيقبض روحه كما قال (قل يتوفاكم ملك الموت) وقيل الأعووان يتوفونه بأممر ملك الموت فكأن ملك الموت توفاه لأنهم يصدرون عن أمره وقيل أراد بالرسل ملك الموت وحده فذكر الواحد بلفظ الجمع وجاء في الأخبار أن الله تعالى جعل الدنيا بين مممملك المموت كالمائدة الصغيرة فيقبض من ههنا ومن ههنا فإذا أكثرت الأرواحح يدعو الأرواح فتجيب له (وهو لا يفرطون) لا يقصرون سورة الأنعام (62) (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) يعني الملائكة وقيل يعني العباد يردون بالموت إلى الله مولاهم الحق فإن قيل الآية في المؤمنين والكفار جميعا وقد قال في آية أخرى (وأن الكافرين لا مولى لهم) فكيف وجه الجمع فقيل المولى في تلك الآية بمعنى الناصر ولا ناصر للكفار والمولى ههنا بمعنى المالك الذي يتولى أمورهم والله عز وجل مالك الكل ومتولي الأمور وقيل أراد هنا المؤمنين خاصة يردون إلى مولاهم والكفار فيه تبع (ألا له الحكم) أي القضاء دون خلقه (وهو أسرع الحاسبين) أي إذا حاسب فحسابه سريع لأنه لا يحتاج إلى فكرة ورؤية وعقديد سورة الأنعام (63) قوله تعالى (قل من ينجيكم) قرأ يعقوب بالتخفيف وقرأ العامة بالتشديد (من ظامات القبر والبحر) أي من شدائدهما وأهوالهما كانوا إذا سافروا في البر والبحر فضلوا الطريق وخافوا الهلاك دعوا الله مخلصين له الدين فينجيهم فذلك قوله تعالى (تدعونه تضرعا وخفية) أي علانية وسرا قرأ أبو بكر عن عاصم (وخفية) بكسر الخاء هنا وفي الأعراف وقرأ الآخرون بضمها وهما لغتان (لئن أنجيتنا) أي يقولون لئن أنجيتنا وقرأ أهل الكوفة لئن أنجانا الله (من هذه) يعني من هذه الظلمات (لنكونن من الشاكرين) والشكر هو معرفة النعمة مع القيام بحقها
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»