وسأله أن لا يهلكهم بالسنين فأعطاه ذلك وسأله أن لا يجعل بأس بعضهم على بعض فمنعه ذلك قوله تعالى (انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون) سورة الأنعام (66) (وكذب به قومك) أي بالقرآن وقيل بالعذاب (وهو الحق قل لست عليكم بوكيل) برقيب وقيل بمسلط ألزمكم الإسلام شئتم أو أبيتم إنما أنا رسول سورة الأنعام (67) (لكل نبإ) خبر من أخبار القرون (مستقر) حقيقة ومنتهى ينتهي إليه فيتبين صدقه من كذبه وحقه من باطله إما في الدنيا وإما في الآخرة (وسوف تعلمون) وقال مقاتل لكل خبر يخبره الله وقت وقته ومكان يقع فيه من غير خلف ولا تأخير وقال الكلبي لكل قول وفعل حقيقة إما في الدنيا وإما في الآخرة وسوف تعلمون ما كان في الدنيا فستعرفونه وما كان في الآخرة فسوف يبدولكم سورة الأنعام (68) قوله عز وجل (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) يعني في القرآن بالاستهزاء (فأعرض عنهم) فاتركهم ولا تجالسهم (حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك) قرأ ابن عامر بفتح النون وتشديد السين وقرأ الآخرون بسكون النون وتخفيف السين (الشيطان) نهينا (فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) يعني إذا جلست معهم ناسيا فقهم من عندهم بعدما تذكرت سورة الأنعام (69) (6 وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء) روي عن ابن عباس أنه قال لما نزلت هذه الآية (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم) قال المسلمون كيف نقعد في المسجد الحرام ونطوف بالبيت وهم يخوضون أبدا وفي رواية قال المسلمون فإنا نخاف الإثم حين نتركهم ولا ننهاهم فأنزل الله عز وجل (وما على الذين يتقون) الخوض (من حسابهم) أي من إثم الخائضين (من شيء ولكن ذكرى) أي ذكروهم وعظوهم بالقرآن والذكر والذكرى واحد يريد ذكرهم وهم ذكرى فيكون في محل النصب (لعلهم يتقون) الخوض إذا وعظتموهم فرخص في مجالستهم على الوعظ لعلهم يمنعهم من ذلك الخوض قيل لعلهم يستحيون
(١٠٥)