تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٩٦
سورة الأنعام (399 قوله عز وجل (والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم) لا يسمعون الخير ولا يتكلمون به (في الظلمات) في ضلالات الكفر (ممن يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) هو الإسلام سورة الأنعام (40) قوله تعالى (قل أرأيتكم) هل رأيتم والكاف فيه للتأكيد وقال الفراء رحمه الله العرب تقول أرأيتك وهم يريدون أخبرنا كا يقول أرأيتك عن فعلت كذا ماذا تفعل أي أخبرني وقرأ أهل المدينة (أرأيتكم وأرأيتم وأرأيت) بتليين الهمزة الثانية والكسائي يحذفها قال ابن عباس قل يا محمد لهؤلاء المشركين أرأيتكم (إن أتاكم عذاب الله) قبل الموت (أو أتتكم الساعة) يعني يوم القيامة (أغير الله تدعون) في صرف العذاب عنكم (إن كنتم صادقين) وأراد الكفار يدعون الله في أحوال الاضطرار كما أخبر الله عنهم (وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين) سورة الأنعام (41) ثم قال (بل إياه تدعون) أي تدعون الله ولا تدعون غيره (فيكشف ما تدعون إليه إن شاء) قيد الإجابة بالمشيئة والأمور كلها بمشيئته (وتنسون) وتتركون (ما تشركون) سورة الأنعام (42) (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء) بالشدة والجوع (والضراء) المرض والزمانة (لعلهم يتضرعون) أي يتوبون ويخضعون والتضرع السؤال بالتذليل سورة الأنعام (43) (فلولا) فهلا (إذ جاءهم بأسنا) عذابنا (تضرعوا) آمنوا فيكشف عنهمم أخبر الله عز وجل أنه قد أرسل إلى قوم بلغوا من القسوة إلى أنهم أخذوا بالشدة في أنفسهم وأموالهم فلم يخضعوا ولم يتضرعوا فذلك قوله (ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعمملون) من الكفر والمعاصي
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»