تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٠٠
أي لا تكلف أممرهمم ولا يتكلفون أممرك وقيل ليس رزقهم عليك فتملهم (فتطردهم) رزقك عليهم قوله (فتطردهم) جواب لقوله (ما عليك من حسابهم من شيء) وقوله (فتكون من الظالمين) جواب لقوله (ولا تطرد) أحدهما جواب النفي والآخر جواب النهي سورة الأنعام (53) (وكذلك فتنا) أي ابتلينا (بعضهم ببعض) أراد ابتلى الغني بالفقير والشريف بالوضيع وذلك أن الشريف إذا نظر إلى الوضيع قد سبقه بالإيمان امتنع من الإسلام بسببه فكان فتنة له فذلك قوله (ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا) فقال الله تعالى (أليس الله بأعلم بالشاكرين) فهو جواب لقوله (أهؤلاء ممن الله عليهم من بيننا) فهو استفهام بمعنى التقرير أي الله أعلم بمن شكر الإسلام إذ هداه الله عز وجل أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا أبو العباس عبد الله بن محمد هارون الطيسفوني أنا أبو الحسن محمد بن أحمد الترابي ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمرو بن بسطام ثنا أبو الحسن بن أحمد بن سيار القرشي أنا مسدد أنا جعفر بن سليمان عن المعلى بن زياد عن العلاء بن بشير المزني عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال جلست في نفر من ضعفاء المهاجرين وإن بعضهم ليستتر ببعض من العري وقارىء يقرأ علينا إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام علينا فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت القارئ فسلم رسول الله وقال مما كنتم تصنعون قلنا يا رسول الله كان قارىء يقرأ علينا فكنا نستمع إلى كتاب الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم \ ح \ قال ثم جلس وسطنا ليدل نفسه فينا ثم قال بيده هكذا فتخلفوا وبرزت وجوههم له قال فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف منهم أحدا غيري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشروا بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذلك مقدار خمسمائة سنة سورة الأتعام (54) (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم) قال عكرمة نزلت في الذين نهى الله عز وجل نبيه عن طردهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآهم بأهم بالسلام وقال عطاء نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبلال وسالم وأبي عبيدة ومصعب بن عمير وحمزة وجعفر وعثمان بن مظعون وعمار بن ياسر والأرقم بن أبي الأرقم وأبي سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنهم أجمعين (كتب ربكم على نفسه الرحمة) أي قضى على نفسه الرحمة (أنه من عمل منكم سوءا بجهالة قال مجاهد لا يعلم حلالا من حرام فمن جهالته ركب الذنب وقيل جاهل بما يورثه ذلك الذنب وقيل جهالته من حيث إنه آثر المعصية
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»