النون ونصب البر قوله تعالى (من آمن بالله) جعل (من) وهي اسم خبر للبر هو فعل ولا يقال البر زيد واختلفا في وجهه قيل لما وقع (من) في موقع المصدر جعله خبرا للبر كأنه قال ولكن البر الإيمان بالله والعرب تجعل الاسم خبرا للفعل وأنشد الفراء (لعمرك ما الفتيان إن تنبت اللحى ولكنما الفتيان كل فتى ندى) فجعل نبات اللحى خبرا للفتى وقيل فيه إضمار معناه ولكن البر من آمن بالله فاستغنى بذكر الأول عن الثاني كقولهم الجود حاتم أي الجود جود حاتم وقيل معناه ولكن ذا البر من آمن بالله كقوله تعالى (والعاقبة للتقوى) أي للمتقي والمراد من البر ههنا الإيمان والتقوى (واليوم الآخر والملائكة) كلهم (والكتاب) يعني الكتب المنزلة (والنبيين) أجمع (وآتى المال) أعطى المال (على حبه) اختلفوا في هذه الكناية فقال أكثر أهل التفسير إنها راجعة إلى المال أي أعطى المال في حال صحته ومحبته المال قال ابن مسعود أن تؤتيه وأنت صحيح شحيح تأمل الغنى وتخشى الفقر أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا موسى بن إسماعيل أخبرنا عبد الواحد ثنا عمارة بن القعقاع أنا أبو زرعة أخبرنا أبو هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا قال \ أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان \ وقيل هي عائدة إلى الله عز وجل أي على حب الله تعالى (ذوي القربى) أهل القرابة أخبرنا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي أخبرنا أبو العباس المحبوبي أخبرنا أبو عيسى الترمذي أخبرنا قتيبة أخبرنا سفيان بن عيينة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن عمها سليمان بن عامر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال \ الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة \ قوله تعالى (واليتامى والمساكين وابن السبيل ) قال مجاهد يعني المسافر المنقطع عن أهله يمر عليك ويقال للمسافر ابن السبيل لملازمته الطريق وقيل هو الضيف ينزل بالرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم \ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه \ (والسائلين) يعني الطالبين أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبي نجيد الأنصاري وهو عبد الرحمن بن نجيد عن جدته وهي أم نجيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ ردوا السائل ولو بظلف محرق \ وفي الرواية قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إن لم تجدي شيئا إلا ظلفا محرقا فادفعيه إليه \ قوله تعالى (وفي الرقاب) يعني المكاتبين قاله أكثر المفسرين وقيل عتق النسمة وفك الرقبة وقيل فداء الأسارى (وأقام الصلاة وآتى الزكاة) وأعطى الزكاة (والموفون بعهدهم) فيما بينهم وبين الله عز وجل وفيما بينهم وبين الناس (إذا عاهدوا) يعني إذا وعدوا أنجزوا وإذا حلفوا ونذروا أوفوا وإذا عاهدوا أوفوا
(١٤٣)