سورة البقرة 178 وإذا قالوا صدقوا وإذا ائتمنوا أدوا واختلفوا في رفع قوله (والموفون) قيل هو عطف على خبر معناه ولكن ذا البر المؤمنون والموفون بعهدهم وقيل تقديرهم الموفون كأنه عد أصنافا ثم قال هم الموفون كذا وقيل رفع على الابتداء والخبر يعني وهم الموفون ثم قال (والصابرين) وفي نصبها أربعة أوجه قال أبو عبيدة نصبها على تطاول الكلام ومن شأن العرب أن تغير الإعراب إذا طال الكلام والنسق ومثله في سورة النساء (والمقيمين الصلاة) وفي سورة المائدة (والصابئون والنصارى) وقيل معناه أعني الصابرين وقيل نصبه نسقا على قوله (ذوي القربى) أي وأتى الصابرين وقال الخليل نصب على المدح والعرب تنصب الكلام على المدح والذم كأنهم يريدون أفراد الممدوح والمذموم فلا يتبعونه أول الكلام وينصبونه فالمدح كقوله تعالى (والمقيمين الصلاة) والذم كقوله تعالى (ملعونين أينما ثقفوا) قوله تعالى (في البأساء) أي الشدة والفقر (والضراء) المرض والزمانة (وحين البأس) أي القتال والحرب أخبرنا المطهر بن علي بن عبد الله الفارسي أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي أخبرنا علي بن الجعد أخبرنا زهير عن أبي إسحق عن حارثة بن مضرب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه يعني إذا اشتد الحرب (أولئك الذين صدقوا) في إيمانهم (وأولئك هم المتقون) محارم الله 187 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص) قال الشعبي والكلبي وقتادة نزلت هذه الآية في حيين من أحياء العرب اقتتلوا في الجاهلية قبيل الإسلام بقليل وكانت بينهما قتلى وجراحات لم يأخذها بعضهم من بعض حتى جاء الإسلام قال قتادة ومقاتل بن حيان كانت بين بني قريظة والنضير وقال سعيد بن جبير كانت بين الأوس والخزرج قالوا جمعا وكان لأحد الحيين على الآخر طول في الكثرة والشرف وكانوا ينكحون نساءهم بغير مهور فأقسموا لنقتلن بالعبد منا الحر منهم وبالمرأة منا الرجل منهم وبالرجل منا الرجلين منهم وبالرجلين منهم أربعة رجال منهم وجعلوا جراحاتهم ضعفي جراحات أولئك فرفعوا أمرهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية وأمر بالمساواة فرضوا وأسلموا قوله (كتب عليكم القصاص) أي فرض عليكم القصاص (في القتلى) والقصاص المساواة والمماثلة في الجراحات والديات وأصله من قص الأثر إذا اتبعه
(١٤٤)