تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٣٢
سورة البقرة 158 أحمد بن عبد الله الصالحي أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أخبرنا أبو إسماعيل بن محمد الصفار أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرزة لا تهتم حتى تستحصد \ أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أبي إسحق عن العيزار بن حريث عن عمرو بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ عجبا للمؤمن إن أصابه خير حمد الله وشكر وإن أصابته مصيبة حمد الله وصبر فالمؤمن يؤجر في كل أمره حتى يؤجر في اللقمة يرفعها إلى في امرأته \ 158 قوله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله) الصفا جمع صفاة وهي الصخرة الصلبة الملساء يقال صفاة وصفا مثل حصاة وحصى ونواة ونوى والمروة الحجر الرخو وجمعها مروان وجمع الكثير مرو مثل تمرة وتمرات وتمر وإنما عنى بهما الجبلين المعروفين بمكة في طرفي المسعى ولذلك أدخل فيهما الألف واللام وشعائر الله أعلام دينه أصلها من الأشعار وهو الإعلام واحدتها شعيرة وكل ما كان معلما لقربات يتقرب به إلى الله تعالى من صلاة ودعاء وذبيحة فهو شعيرة فالمطاف والموقف والنحر كلها شعائر لله ومثلها المشاعر والمراد بالمشاعر ههنا المناسك التي جعلها الله إعلاما لطاعته فالصفا والمروة منها حتى يطاف بهما جميعا (فمن حج البيت أو اعتمر) فالحج في اللغة القصد والعمرة الزيارة وفي الحج والعمرة المشروعين قصد وزيارة (فلا جناح عليه) أي لا إثم عليه وأصله من جنح أي مال عن القصد (أن يطوف بهما) أي يدور بهما واصله يتطوف أدغمت التاء في الطاء وسبب نزول هذه الآية أنه كان على الصفا والمروة صنمان إساف على الصفا ونائلة على المروة وكان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة تعظيما للصنمين ويتمسحون بهما فلما جاء الإسلام كسرت الأصنام كان المسلمون يتحرجون عن السعي بين الصفا والمروة لأجل الصنمين فأذن الله فيه وأخبر أنه من شعائر الله واختلف أهل العلم في حكم هذه الآية ووجوب السعي بين الصفا والمروة في الحج والعمرة فذهب جماعة إلى وجوبه وهو قول ابن عمرو وجابر وعائشة وبه قال الحسن وإليه ذهب مالك والشافعي وذهب قوم إلى أنه تطوع وهو قول ابن عباس وبه قال ابن سيرين ومجاهد وإليه ذهب سفيان الثوري وأصحاب الرأي وقال الثوري وأصحاب الرأي على من تركه دم واحتج من أوجبه بما أخبرنا
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»