سورة البقرة 168 170 فينظرون إليها وإلى بيوتهم فيها لو أطاعوا الله فيقال لهم تلك مساكنكم لو أطعتم الله ثم تقسم بين المؤمنين فذلك حين يندمون ويتحسرون (وما هم بخارجين من النار) 168 قوله تعالى (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا) نزلت في ثقيف وخزاعة وعامر بن صعصعة وبني مدلج فيما حرموا على أنفسهم من الحرث والأنعام والبحيرة والسائبة والوصيلة والحام فالحلال ما أحله الشرع طيبا قيل ما يستطاب ويستلذ والمسلم يستطيب الحلال ويخاف الحرام وقيل الطيب (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) قرأ أبو جعفر وابن عامر والكسائي وحفص ويعقوب بضم الطاء والباقون بسكونها (وخطوات الشيطان) آثاره وزلاته وقيل هي النذور في المعاصي وقال أبو عبيدة هي المحقرات من الذنوب وقال الزجاج طرقه (إنه لكم عدو مبين) بين العداوة وقد أظهر عداوته بإبائهه السجود لآدم وغروره إياه حتى أخرجه من الجنة وأبان أن يكون لازما متعديا ثم ذكر عداوته فقال 169 (إنما يأمركم بالسوء) أي بالإثم وأصل السوء ما يسوء صاحبه وهو مصدر ساء يسوء سوأ ومساءة أي أحزنه وسوأته فساء أي حزنته فحزن (والفحشاء) المعاصي وما قبح من القول والفعل وهو مصدر كالسراء والضراء روي باذن عن ابن عباس قال الفحشاء من المعاصي ما يجب فيه الحد والسوء من الذنوب ما لا حد فيه وقال السدي هي الزنا وقيل هي البخل (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) من تحريم الحرث والأنعام 170 قوله تعالى (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله) قيل هذه قصة مستأنفة والهاء والميم في (لهم) كناية عن غير مذكور وروي عن ابن عباس قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود إلى الإسلام فقال رافع بن خارجة ومالك بن عوف بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أي ما وجدنا عليه آباءنا فهم كانوا أفضل وأعلم منا فأنزل الله تعالى هذه الآية وقيل الآية متصلة بما قبلها وهي نازلة في مشركي العرب وكفار قريش والهاء والميم عائدة إلى قوله (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا) (قالوا بل نتبع ما ألفينا) أي ما وجدنا (عليه آباءنا) من عبادة الأصنام وقيل معناه وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله في تحليل ما حرموا على أنفسهم من الحرث والانعام والبحيرة والسائبة والهاء والميم عائدتان إلى الناس في قوله تعالى (يا أيها الناس كلوا) (قالوا بل نتبع) قرأ الكسائي (بل نتبع) بإدغام اللام في
(١٣٨)