تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٣٣
عبد الوهاب بن محمد الكسائي الخطيب أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم أخبرنا الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي أخبرنا عبد الله بن نوفل العائذي عن عمرو بن عبد الرحمن بن محيص عن عطاء بن أبي رباح عن صفية بنت شيبة قالت أخبرتني بنت أبي تجزاة اسمها حبيبة إحدى نساء بني عبد الدار قالت دخلت مع نسوة من قريش دار آل أبي حسين ننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسعى بين الصفا والمروة فرأيته يسعى وإن مئزره ليدور من شدة السعي حتى لأقول إني لرى ركبته وسمعته يقول \ اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي \ أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت قول الله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر اللهه فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) فما أرى على أحد شيئا ألا يطوف بهما قالت عائشة كلا لو كانت كما تقول كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة وكانت مناة حذو قديد وكانوا يتحرون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله تعالى (إن السفا والمروة من شعائر الله) الآية وقال عاصم قلت لأنس بن مالك أكنتم تكرهون السعي بين الصفا والمروة فقال نعم لأنها كانت من شعائر الجاهلية حتى أنزل الله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله) أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من المسجد وهو يريد الصفا يقول \ نبدأ بما بدأ الله تعالى به فبدأ بالصفا وقال كان إذا وقف على الصفا يكبر ثلاثا ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير يصنع ذلك ثلاث مرات ويدعو ويصنع على المروة مثل ذلك وقال كان إذا نزل من الصفا مشى حتى إذا نصبت قدماه في بطن الوادي يسعى حتى يخرج منه \ قال مجاهد رحمه الله حج موسى عليه السلام على جمل أحمر وعليه عباءتان قطوانيتان فطاف بالبيت ثم صعد الصفا ودعا ثم هبط إلى السعي وهو يلبي فيقول لبيك اللهم لبيك فقال الله تعالى لبيك عبدي أنا معك وسامع لك وناظر إليه فخر موسى عليه السلام ساجدا قوله تعالى (ومن تطوع خيرا) قرأ حمزة والكسائي بالياء وتشديد الطاء وجزم العين وكذلك الثانية (فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا) بمعنى يتطوع ووافق يعقوب في الأول وقرأ الباقون بالتاء وفتح العين في الماضي وقال مجاهد معناه فإن تطوع بالطواف بالصفا والمروة وقال مقاتل والكلبي فمن تطوع أي زاد في الطواف بعد الواجب وقيل من تطوع بالحج والعمرة بعد أداء الحجة الواجبة عليه وقال الحسن وغيره أراد سائر الأعمال يعني فعل غير المفترض عليه من زكاة وصلاة وطواف وغيرها من أنواع الطاعات (فإن الله شاكر) مجاز لعبده بعمله (عليم) بنيته والشكر من الله تعالى أن يعطي لعبده فوق ما يستحق يشكر اليسير ويعطي الكثير
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»