سورة البقرة 159 163 159 قوله تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب) نزلت في علماء اليهود كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم وغيرهما من الأحكام التي كانت في التوراة (أولئك يلعنهم الله) وأصل اللعن الطرد والبعد (ويلعنهم اللاعنون) أي يسألون الله أن يلعنهم ويقولون اللهم العنهم واختلفوا في هؤلاء اللاعنين قال ابن عباس جميع الخلائق إلا الجن والإنس وقال قتادة هم الملائكة وقال عطاء الجن والإنس وقال الحسن جميع عباد الله قال ابن مسعود ما تلا عن اثنان من المسلمين إلا رجعت تلك اللعنة عن اليهود والنصارى الذين كتموا أمر محمد صلى الله عليه وسلم وصفته وقال مجاهد اللاعنون البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر وقالت هذا من شؤم ذنوب بني آدم ثم استثنى فقال 160 (إلا الذين آمنوا) من الكفر (وأصلحوا) أسلموا أو أصلحوا الأعمال فيما بينهم وبين ربهم (وبينوا) ما كتموا (فأولئك أتوب عليهم) أتجاوز عنهم وأقبل توبتهم (وأنا التواب) الرجاع بقلوب عبادي المنصرفة عني إلي (الرحيم) بهم بعد إقبالهم علي 161 (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة) أي لعنة الملائكة (والناس أجمعين) قال أبو العالية هذايوم القيامة يوقف الكافر فيلعنه الله ثم تلعنه الملائكة ثم يلعنه الناس فإن قيل فقد قال والناس أجمعين والمعلون هو من جملة الناس فكيف يلعن نفسه قيل يلعن نفسه في القيامة قال الله تعالى (ويلعن بعضكم بعضا) وقيل إنهم يلعنون الظالمين والكافرين ومن يلعن الظالمين والكافرين وهو منهم فقد لعن نفسه 162 (خالدين فيها) مقيمين في اللعنة وقيل في النار (لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون) لا يمهلون ولا يؤجلون وقال أبو العالية لا ينظرون فيعتذروا كقوله تعالى (ولا يؤذن لهم فيعتذرون) 163 قوله تعالى (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) سبب نزول هذه الآية أن كفار قريش
(١٣٤)