تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١١٩
سورة البقرة 134 135 وقال لهم قد حضر أجلي فما تعبدون من بعدي (قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق) وكان إسماعيل عما لهم والعرب تسمي العم أبا كما تسمي الخالة أما قال النبي صلى الله عليه وسلم \ عم الرجل صنو أبيه \ وقال في عمه العباس \ ردوا علي أبي فإني أخشى أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود \ وذلك أنهم قتلوه (إلها واحدا) نصب على البدل من قوله (إلهك) وقيل نعرفه إلها واحدا (ونحن له مسلمون) 134 (تلك أمة) جماعة (قد خلت) مضت (لها ما كسبت) من العمل (ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون) يعني يسئل كل عن عمله لا عن عمل غيره 135 (وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا) قال ابن عباس نزلت في رؤساء يهود المدينة كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف ووهب بن يهود وأبي ياسر بن أخطب وفي نصارى أهل نجران السيد العاقب وأصحابهما وذلك أنهم خاصوا المسلمين في الدين كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله فقالت اليهود نبينا موسى أفضل الأنبياء وكتابنا التوراة أفضل الكتب وديننا أفضل الأديان وكفرت بعيسى والإنجيل وبمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وقالت النصارى نبينا أفضل الأنبياء وكتابنا الإنجيل أفضل الكتب وديننا أفضل الأديان وكفرت بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين كونوا على ديننا فلا دين إلا ذلك فقال تعالى (قل) يا محمد (بل ملة إبراهيم) بل نتبع ملة إبراهيم وقال الكسائي هو نصب على الإغراء كأنه يقول اتبعوا ملة إبراهيم وقيل معناه بل نكون على ملة إبراهيم فحذف على فصار منصوبا (حنيفا) نصب على الحال عند نحاة البصرة وعند نحاة الكوفة نصب على القطع أراد به ملة إبراهيم الحنيف فلما أسقطت الألف واللام لم تتبع النكرة المعرفة فانقطع منه فنصب قال مجاهد الحنيفة أتباع إبراهيم فيما أتى به من الشريعة التي صار بها إماما للناس قال ابن عباس الحنيف المائل عن الأديان كلها إلى دين الإسلام وأصله من الحنف وهو ميل وعوج يكون في القدم وقال سعيد بن جبير الحنيف هو الحاج المختتن وقال الضحاك إذا كان مع الحنيف المسلم فهو الحاج وإذا لم يكن مع المسلم فهو المسلم قال قتادة الحنيفة الختان وتحريم الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات وإقامة المناسك (وما كان من المشركين) ثم علم المؤمنين طريق الإيمان فقال جل ذكره
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»