تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٩٦
سورة النساء 156 158 الله) ونحوها (وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم) أي ختم عليها (فلا يؤمنون إلا قليلا) يعني ممن كذب الرسل لا ممن طبع على قلبه لأن من طبع الله على قلبه لا يؤمن أبدا وأراد بالقليل عبد الله بن سلام وأصحابه وقيل معناه لا يؤمنون قليلا ولا كثيرا 156 (وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما) حين رموها بالزنا 157 (وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) وذلك أن الله تعالى ألقى شبه عيسى عليه السلام على الذي دل اليهود عليه وقيل إنهم حبسوا عيسى عليه السلام في بيت وجعلوا عليه رقيبا فألقى الله تعالى شبه عيسى عليه السلام على الرقيب فقتلوه وقيل غير ذلك كما ذكرنا في سورة آل عمران قوله تبارك وتعالى (وإن الذين اختلفوا فيه) في قتله (لفي شك منه) أي في قتله قال الكلبي اختلافهم فيه هو أن اليهود قالت نحن قتلناه وقالت طائفة من النصارى نحن قتلناه ما قتله هؤلاء ولا هؤلاء بل رفعه الله إلى السماء ونحن ننظر إليه وقيل كان الله تعالى ألقى شبه عيسى عليه السلام على وجه صطيافوس ولم يلقه على جسده فاختلفوا فيه فقال بعضهم قتلنا عيسى فإن الوجه وجه عيسى عليه السلام وقال بعضهم لم نقتله لأن جسده ليس جسد عيسى عليه السلام فاختلفوا قال السدي اختلافهم من حيث أنهم قالوا إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا وإن كان هذا صاحبنا فأين عيسى قال الله تعالى (ما لهم به من علم) من حقيقة أنه قتل أو لم يقتل (إلا اتباع الظن) لكنهم يتبعون الظن في قتله قال الله جل جلاله (وما قتلوه يقينا) أي ما قتلوا عيسى يقينا 158 (بل رفعه الله إليه) وقيل قوله (يقينا) ترجع إلى ما بعده وقوله (وما قتلوه) كلام تام تقديره بل رفعه الله إليه يقينا والهاء في (ما قتلوه) كناية عن عيسى عليه السلام وقال الفراء رحمه الله معناه وما قتلوه الذين ظنوا انه عيسى يقينا وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما معناه وما قتلوا ظنهم يقينا (وكان الله عزيزا) منيعا بالنقمة من اليهود (حكيما) حكم باللعنة والغضب عليهم فسلط عليهم ينطيونس بن أسبسيانوس فقتل منهم مقتلة عظيمة
(٤٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 ... » »»