سورة النساء 91 الصلح والهدنة وقال مقاتل هم خزاعة وقوله (أو جاءوكم) أي يتصلون بقوم جاؤوكم (حصرت صدورهم) أي ضاقت صدورهم قرأ الحسن ويعقوب (حصرة) منصوبة منونة أي ضيقة صدورهم يعني القوم الذين جاؤوكم وهم بنو مدلج كانوا عاهدوا قريشا أن لا يقاتلوا المسلمين وعاهدوا قريشا أن لا يقاتلوهم حصرت ضاقت صدورهم (أن يقاتلوكم) أي عن قتالكم للعهد الذي بينكم (أو يقاتلوا قومهم) يعني من أمن منهم ويجوز أن يكون معناه أنهم لا يقاتلونكم مع قومهم ولا يقاتلون قومهم معكم يعني قريشا قد ضاقت صدورهم لذلك وقال بعضهم أو بمعنى الواو كأنه يقول إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاؤوكم حصرت صدورهم أي حصرت صدورهم عن قتالهم والقتال معكم وهم قوم هلال الأسلميون وبنو بكر نهى الله سبحانه عن قتال هؤلاء المرتدين إذا اتصلوا بأهل عهد للمسلمين لأن من انضم إلى قوم ذوي عهد فله حكمهم في حقن الدماء قوله تعالى (ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم) يذكر منته على المسلمين بكف بأس المعاهدين يقول إن ضيق صدورهم عن قتالكم لما ألقى الله في قلوبهم من الرعب وكفهم عن قتالكم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم مع قومهم (فإن اعتزلوكم) أي اعتزلوا قتالكم (فلم يقاتلوكم) ومن اتصل بهم ويقال يوم فتح مكة يقاتلوكم مع قومهم (وألقوا إليكم السلم) أي الصلح فانقادوا واستسلموا (فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) أي طريقا بالقتل والقتال 91 قوله تعالى (ستجدون آخرين) قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما هم أسد وغطفان كانوا حاضري المدينة تكلموا بالإسلام رياء وهم غير مسلمين وكان الرجل منهم يقول له قومه بماذا أسلمت فيقول آمنت بهذا القرد وبهذا العقرب والخنفساء وإذا لقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا إنا على دينكم يريدون بذلك الأمن في الفريقين وقال الضحاك عن ابن عباس هم بنو عبد الدار كانوا بهذه الصفة (يريدون أن يأمنوكم) فلا تتعرضوا لهم (ويأمنوا قومهم) فلا تتعرضوا لهم (كلما ردوا إلى الفتنة) أي دعوا إلى الشرك (أركسوا فيها) أي رجعوا وعادوا إلى الشرك (فإن لم يعتزلوكم) أي فإن لم يكفوا عن قتالكم حتى تسيروا إلى مكة (ويلقوا إليكم السلم) أي المفادة والصلح (ويكفوا أيديهم) ولم يقبضوا أيديهم عن قتالكم (فخذوهم) أسراء (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) أي وجدتموهم (وأولئكم) أي أهل هذه الصفة (جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا) أي حجة بينة ظاهرة بالقتل والقتال
(٤٦١)