تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٥٦
سورة آل عمران 141 143 صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين فذلك قوله (والرسول يدعوكم في أخراكم) فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا فأصابوا منا سبعين وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر مائة وأربعين سبعين أسيرا وسبعين قتيلا فقال أبو سفيان أفي القوم محمد ثلاث مرات فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه ثم قال أفي القوم ابن أبي قحافة ثلاث مرات ثم قال أفي القوم ابن الخطاب ثلاث مرات ثم رجع إلى أصحابه فقال أما هؤلاء فقد قتلوه فما ملك عمر نفسه فقال كذبت والله يا عدو اللهه إن الذين عددت لأحياء كلهم وقد بقي لك ما يسوءك فقال يوم بيوم بدر والحرب سجال إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني ثم أخذ يرتجز أعل هبل أهل هبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم \ ألا تجيبوه \ قالوا يا رسول الله ما نقول قال \ قولوا الله أعلى وأجل \ قال إن لنا العزى ولا عزى لكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا تجيبوه قالوا يا رسول الله ما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم وروي هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما وفي حديثه قال أبو سفيان يوم بيوم وإن الأيام دول والحرب سجال فقال عمر رضي الله عنه لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار قال الزجاج الدولة تكون للمسلمين على الكفر لقوله تعالى (وإن جندنا لهم الغالبون) وكانت يوم أحد للكفار على المسلمين لمخالفتهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى (وإن جندنا لهم الغالبون) يعني إنما كانت هذه المداولة ليعلم أي ليرى الله الذين آمنوا فيميز المؤمن من المنافق (ويتخذ منكم شهداء) يكرم أقواما بالشهادة (والله لا يحب الظالمين) 141 (وليمحص الله الذين آمنوا) أي يطهركم من الذنوب (ويمحق الكافرين) يفنيهم ويهلكهم معناه أنهم إن قتلوكم فهو تطهير لكم وإن قتلتموهم فهو محقهم واستئصالهم 142 (أم حسبتم) أي أحسبتم (أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله) أي ولم يعلم الله (الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) 143 (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه) وذلك أن قوما من المسلمين تمنوا يوما كيوم بدر ليقاتلوا ويستشهدوا فأراهم الله يوم أحد وقوله (تمنون الموت) أي سبب الموت وهو الجهاد من قبل أن تلقوه (فقد رأيتموه) يعني أسبابه (وأنتم تنظرون) فإن قيل ما معنى قوله (وأنتم تنظرون) بعد قوله (فقد رأيتموه) قيل ذكره تأكيدا وقيل الرؤية قد تكون بمعنى العلم فقال (وأنت تنظرون) ليعلم أن المراد بالرؤية النظر وقيل معناه وأنتم تنظرون إلى محمد صلى الله عليه وسلم
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»