تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٥٠
سورة آل عمران 129 130 عامر بن الطفيل فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وجدا شديدا وقنت شهرا في الصلوات كلها يدعو على جماعة من تلك القبائل باللعن والسنين فنزلت (ليس لك من الأمر شيء) أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أخبرنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك أخبرنا معمر عن الزهري قال حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول \ اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد \ فأنزل الله تعالى (ليس لك من الأمر شيء) (أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) وقال قوم نزلت يوم أحد أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أخبرنا مسلم بن الحجاج أخبرنا عبد الله بن مسلم بن قعنب أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في رأسه فجعل يسلت الدم عنه ويقول \ كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله عز وجل \ فأنزل الله تعالى (ليس لك من الأمر شيء) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد \ اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن صفوان بن أمية \ فنزلت (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم) فأسلموا وحسن إسلامهم وقال سعيد بن المسيب ومحمد بن إسحاق لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يوم أحد ما أصابهم من جدع الآذان والأنوف وقطع المذاكير قالوا لئن أدالنا الله تعالى منهم لنفعلن مثل ما فعلوا ولنمثلن مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد فأنزل الله تعالى هذه الآية وقيل أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم بالاستئصال فنزلت هذه الآية وذلك لعلمه فيهم بأن كثيرا منهم يسلمون قوله تعالى (ليس لك من الأمر شيء) أي ليس إليك فاللام بمعنى (إلى) كقوله تعالى (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان) أي إلى الإيمان وقوله تعالى (أو يتوب عليهم) قال بعضهم معناه حتى يتوب عليهم أو إلا أن يتوب عليهم وقيل هو نسق على قوله (ليقطع طرفا) وقوله (ليس لك من الأمر شيء) اعتراض بين الكلامين ونظم الآية ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكتبهم أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ليس لك من الأمر شيء بل الأمر أمري في ذلك كله 129 ثم قال (ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم) 130 (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة) أراد به ما كانوا يفعلونه عند طول أجل الدين من زيادة المال وتأخير الطلب (واتقوا الله) في أمر الربا فلا تأكلوه (لعلكم تفلحون)
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»