تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٤٧
سورة آل عمران 122 125 122 (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) أي تجبنا وتضعفا وتتخلفا والطائفتان بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الأوس وكانا جناحي العسكر وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد في ألف رجل وقيل في تسعمائة وخمسين رجلا فلما بلغوا الشوط اتخذ عبد الله بن أبي بثلث الناس ورجع في ثلاث مائة وقال علام نقتل أنفسنا وأولادنا فتبعهم أبو جابر السلمي فقال أنشدكم بالله في نبيكم وفي أنفسكم فقال عبد الله بن أبي لو نعلم قتالا لاتبعناكم وهمت بنو سلمة وبنو حارثة بالانصراف مع عبد الله بن أبي فعصمهم الله فلم ينصرفوا فذكرهم الله عظيم نعمته فقال عز وجل (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما) ناصرهما وحافظهما (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل أنا محمد بن يوسف عن ابن عيينة عن عمر عن جابر قال نزلت هذه الآية فينا (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما) بنو سلمة وبنو حارثة وما أحب أنها لم تنزل والله يقول (والله وليهما) 123 قوله تعالى (ولقد نصركم الله ببدر) وبدر موضع بين مكة والمدينة وهو اسم لموضع وعليه الأكثرون وقيل اسم لبئر هناك وقيل كانت بدر بئرا لرجل يقال له بدر قاله الشعبي وأنكر الآخرون عليه يذكر الله تعالى في هذه الآية منته عليهم بالنصرة يوم بدر (وأنتم أذلة) جمع ذليل وأراد به قلة العدد فإنهم كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فنصرهم الله مع قلة عددهم وعددهم (فاتقوا الله لعلكم تشكرون) 124 (إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم) اختلفوا في هذه الآية فقال قتادة كان يوم بدر أمدهم الله تعالى بألف من الملائكة كما قال (فاستجاب ربكم أني ممدكم بألف من الملائكة) ثم صاروا ثلاثة آلاف ثم صاروا خمسة آلاف كما ذكر ههنا (بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين) 125 (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين) فصبروا يوم بدر واتقوا فأمدهم الله بخمسة آلاف من الملائكة كما وعد قال الحسن وهؤلاء الخمسة آلاف ردء المؤمنين إلى يوم القيامة قال ابن عباس ومجاهد لم تقاتل الملائكة في المعركة إلا يوم بدر
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»