تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٣٩
سورة آل عمران 105 106 فكان الذي في أسفلها يمر بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا مالك قال تأذيتم بي ولا بد لي من الماء فإن أخذوا على يديه أنجوه وأنجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم \ 105 قوله تعالى (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) قال أكثر المفسرين هم اليهود والنصارى وقال بعضهم المبتدعة من هذه الأمة وقال أبو أمامة رضي الله عنه هم الحرورية بالشام قال عبد الله بن شداد وقف أبو أمامة وأنا معه على رأس الحرورية بالشام فقال هم كلاب النار كانوا مؤمنين فكفروا بعد إيمانهم ثم قرأ (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) إلى قوله تعالى (أكفرتم بعد إيمانكم) أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسن بن بشران أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ من سره أن يسكن بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة فإن الشيطان مع الفذ وهو من الاثنين الأبعد \ قوله تعالى (وأولئك لهم عذاب عظيم) 106 (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) (يوم) نصب على الظرف أي في يوم وانتصاب الظرف على التشبيه بالمفعول يريد تبيض وجوه المؤمنين وتسود وجوه الكافرين وقيل تبيض وجوه المخلصين وتسود وجوه المنافقين وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ هذه الآية قال تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس إذا كان يوم القيامة رفع لكل قوم ما كانوا يعبدونه فيسعى كل قوم إلى ما كانوا يعبدونه وهو قوله تعالى (نوله ما تولى) فإذا انتهوا إليه حزنوا فتسود وجوههم من الحزن وبقي أهل القبلة واليهود والنصارى لم يعرفوا شيئا مما رفع لهم فيأتيهم الله فيسجد له من كان يسجد في الدنيا مطيعا مؤمنا ويبقى أهل الكتاب والمنافقون لا يستطيعون السجود ثم يؤذن لهم فيرفعون رؤوسهم ووجوه المؤمنين مثل الثلج بياضا والمنافقون وأهل الكتاب إذا نظروا إلى وجوه المؤمنين حزنوا حزنا شديدا فاسودت وجوههم فيقولون ربنا مالنا مسودة وجوهنا فوالله ما كنا مشركين فيقول الله للملائكة انظروا كيف كذبوا على أنفسهم قال أهل المعاني بياض الوجوه إشراقها واستبشارها وسرورها بعلمها وبثواب الله واسودادها حزنها وكآبتها
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»