تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٢٥
سورة آل عمران 91 92 91 قوله عز وجل (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض) أي قدر ما يملأ الأرض من شرقها إلى غربها (ذهبا) نصب على التفسير كقولهم عشرون درهما (ولو افتدى به) قيل معناه لو افتدى به والواو زائدة مقحمة (أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين) أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا محمد بن بشار أخبرنا شعبة عن أبي عمران قال سمعت أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ يقول الله لأهون أهل النار عذابا يوم القيامة أرأيت لو أن لك ما في الأرض جميعا من شيء أكنت تفدي به فيقول نعم فيقول أردت منك أهون من ذلك وأنت صلب آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي \ 92 قوله تعالى (لن تنالوا البر) يعني الجنة قاله ابن عباس وابن مسعود ومجاهد وقال مقاتل بن حيان التقوى وقيل الطاعة وقيل الخير وقال الحسن لن تكونوا أبرارا أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي أخبرنا محمد بن حماد الصالحي قال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإنالبر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا \ قوله تعالى (حتى تنفقوا مما تحبون) أي من أحب أموالكم إليكم روى الضحاك عن ابن عباس أن المراد منه أداء الزكاة وقال مجاهد والكلبي هذه الآية نسختها آية الزكاة وقال الحسن كل إنفاق يبتغي به المسلم وجه الله حتى الثمرة ينال به هذا البر وقال عطاء لن تنالوا البر أي شرف الدين والتقوى حتى تتصدقوا وأنتم أصحاء أشحاء أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول كان أبو طلحة الأنصاري أكثر الأنصار بالمدينة مالا وكان أحب ماله إليه بيرحا وكان مستقبلة المسجد وكان رسو لالله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت هذه الآية (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الله تعالى يقول في كتاب (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وإن أحب أموالي إلي بيرحا وإنها صدقة لله أرجوا برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»