تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٢٤
سورة آل عمران 87 90 87 (أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) 88 (خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون) وذلك أن الحارث بن سويد لما لحق بالكفار ندم فأرسل إلى قومه أن سلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة ففعلوا فأنزل الله تعالى 89 (إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) لما كان منه فحملها إليه رجل من قومه وقرأها عليه فقال الحارث إنك والله فيما علمت لصدوق وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك وإن الله عز وجل لأصدق الثلاثة فرجع الحارث إلى المدينة وأسلم وحسن إسلامه 90 قوله عز وجل (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا) قال قتادة والحسن نزلت في اليهود كفروا بعيسى عليه السلام والإنجيل بعد إيمانهم بأنبيائهم ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وقال أبو العالية نزلت في اليهود والنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم لما رأوه بعد إيمانهم بنعته وصفته في كتبهم ثم ازدادوا كفرا يعني ذنوبا في حال كفرهم قال مجاهد نزلت في جميع الكفار أشركوا بعد إقرارهم بأن الله خالقهم ثم ازدادوا كفرا أي أقاموا على كفرهم حتى هلكوا عليه قال الحسن ثم ازدادوا كفرا كلما نزلت آية كفروا بها فازدادوا كفرا وقيل ثم ازدادوا كفرا بقولهم نتربص بمحمد ريب المنون قال الكلبي نزلت في أحد عشر من أصحاب الحارث بن سويد لما رجع الحارث إلى الإسلام أقاموا هم على الكفر بمكة وقالوا نقيم على الكفر ما بدا لنا فمتى أردنا الرجعة نزل فينا ما نزل في الحارث فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فمن دخل منهم في الإسلام قبلت توبته ونزل فيمن مات منهم كافرا (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار) الآية فإن قيل قد وعد الله قبول توبة من تاب فما معنى قوله (لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون) قيل لن لن تقبل توبتهم إذا رجعوا في حال المعاينة كما قال (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن) وقيل هذا في أصحاب الحارث بن سويد حيث أعرضوا عن الإسلام وقالوا نتربص بمحمد ريب المنون فإن ساعده الزمان نرجع إلى دينه لن تقبل توبتهم لن يقبل ذلك لأنهم متربصون غير محققين وأولئك هم الضالون
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»