تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣١١
سورة آل عمران 62 64 ألفي حلة ألفا في صفر وألفا في رجب فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك وقال والذي نفسي بيده إن العذاب قد تدلى على أهل نجران ولو تلاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على الشجر ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا \ 62 قال الله تعالى (إن هذا لهو القصص الحق) النبأ الحق (وما من إله إلا الله) و (من) صلة تقديره وما إله إلا الله (وإن الله لهو العزيز الحكيم) 63 (فإن تولوا) أعرضوا عن الإيمان (فإن الله عليم بالمفسدين) الذين يعبدون غير الله ويدعون الناس إلى عبادة غير الله 64 (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) الآية قال المفسرون قدم وفد نجران المدينة فالتقوا مع اليهود فاختصموا في إبراهيم عليه السلام فزعمت النصارى أنه كان نصرانيا وهم على دينه وأولى الناس به وقالت اليهود بل كان يهوديا وهم على دينه وأولى الناس به فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا الفريفين بريء من إبراهيم ودينه بل كان حنيفا مسلما وأنا على دينه وأولى الناس به فاتبعوا دينه الإسلام فقالت اليهود يا محمد ما تريد إلا أن نتخذك ربا كما اتخذت النصارى عيسى ربا وقالت النصارى يا محمد ما تريد إلا أن نقول فيك ما قالت اليهود في عزير فأنزل الله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة) والعرب تسمي كل قصة لها شرح (كلمة) ومنه سميت القصيدة (كلمة) سواء عدل بيننا وبينكم مستوية أي أمر مستو يقال دعا فلان إلى السواء أي إلى النصفة وسواء كل شيء وسطه ومنه قوله تعالى (فرآه في سواء الجحيم) وإنما قيل (للنصفة سواء) لأن أعدل الأمور أفضلها وأوسطها سواء نعت لكلمة إلا أنه مصدر والمصدر لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث فإذا فتحت السين مددت وإذا كسرت أو ضمت قصرت كقوله تعالى (مكانا سوى) ثم فسر الكلمة فقال (أن لا نعبد إلا الله) ومحل (أن) رفع على إضمار (هي) وقال الزجاج رفع بالابتداء وقيل محله نصب بنزع حرف الصلة معناه بأن لا نعبد إلا الله وقيل محله خفض بدلا من
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»