سورة آل عمران 60 61 درهما ثم أعطيتك أمس درهما أي ثم أخبرك أني أعطيتك أمس درهما وفيما سبق من التمثيل دليل على جواز القياس لأن القياس هو رد فرع إلى أصل بنوع شبه وقد رد الله تعالى خلق عيسى إلى آدم عليهم السلام بنوع شبه 60 قوله تعالى (الحق من ربك) أي هو الحق وقيل جاءك الحق من ربك (فلا تكن من الممترين) أي الشاكين الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته قوله عز وجل (فمن حاجك فيه) أي جادلك في أمر عيسى وفي الحق (من بعد ما جاءك من العلم) بأن عيسى عبد الله ورسوله (فقل تعالوا) أصله تعاليوا تفاعلوا من العلو فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت قال الفراء بمعنى تعال كأنه يقول ارتفع (ندع) جزم لجواب الأمر وعلامة الجزم سقوط الواو (أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) قيل أبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة وأنفسنا عنى نفسه وعليا رضي الله عنه والعرب تسمي ابن عم الرجل نفسه كما قال الله تعالى (ولا تلمزوا أنفسكم) يريد إخوانكم وقيل هو على العموم لجماعة أهل الدين (ثم نبتهل) قال ابن عباس رضي الله عنهما أي نتضرع في الدعاء وقال الكلبي نجتهد ونبالغ في الدعاء وقال الكسائي وأبو عبيدة نبتهل والابتهال الإلتعان يقال عليه بهلة الله أي لعنته (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) منا ومنكم في أمر عيسى فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة قالوا حتى نرجع وننظر في أمرنا ثم نأتيك غدا فخلا بعضهم ببعض فقالوا للعاقب وكان ذا رأيهم يا عبد المسيح ما ترى قال والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل والله ما لاعن قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ونبت صغيرهم ولئن فعلتم ذلك لتهلكن فإن أبيتم إلا الإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم محتضنا للحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول لهم إذا أنا دعوت فأمنوا فقال أسقف نجران يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة فقالوا يا أبا القاسم قد رأينا أن لا نلاعنك وأن نتركك على دينك ونثبت على ديننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ فإن أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم فأبوا فقال فإني أنابذكم فقالوا ما لنا بحرب العرب طاقة ولكنا نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا أن نؤدي إليك كل عام
(٣١٠)