تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٩١
سورة آل عمران 28 ويونس والروم وفي الأعراف (لبلد ميت) وفي فاطر (إلى بلد ميت) زاد نافع (أو من كان ميتا فأحييناه) و (لحم أخيه ميتا) و (الأرض الميتة أحييناها) فشددها والآخرون يخففونها وشدد يعقوب (يخرج الحي من الميت) و (لحم أخيه ميتا) قال ابن مسعود وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة معنى الآية يخرج الحيوان من النطفة وهي ميتة ويخرج النطفة من الحيوان وقال عكرمة والكلبي تخرج الحي من الميت أي الفرخ من البيضة وتخرج البيضة من الطير وقال الحسن وعطاء يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن والمؤمن حي الفؤاد والكافر ميت الفؤاد قال الله تعالى (أو من كان ميتا فأحييناه) وقال الزجاج يخرج النبات الغض الطري من الحب اليابس ويخرج الحب اليابس من النبات الحي النامي (وترزق من تشاء بغير حساب) من غير تضييق ولا تقتير أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الحنفي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي أنا محمد بن علي بن زيد الصائغ أنا محمد بن أزهر أنا الحارث بن عمير أنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران (شهد الله) إلى قوله (إن الدين عند الله الإسلام) (وقل اللهم مالك الملك) إلى قوله (بغير حساب) مشفعات معلقات بالعرش ما بينهن وبين الله عز وجل حجاب قلن يا رب تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك قال الله عز وجل بي حلفت لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه على ما كان فيه وأسكنته في حظيرة القدس ونظرت إليه بعيني المكنونة وقضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة وأعذته من كل عدو وحاسد ونصرته عليهم \ رواه الحارث بن عمر وهو ضعيف 28 قوله عز وجل (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين) قال ابن عباس رضي الله عنه كان الحجاج بن عمرو وابن أبي الحقيق وقيس بن زيد يبطنون بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم فقال رفاعة بن المنذر وعبد الله بن جبير وسعيد بن خيثمة لأولئك النفر اجتنبوا هؤلاء اليهود لا يفتنكونكم عن دينكم فأبى أولئك النفر إلا مباطنتهم فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال مقاتل نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيره وكانوا يظهرون المودة لكفار مكة وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما نزلت في المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه كانوا يتولون اليهود والمشركين ويأتونهم بالأخبار ويرجون أن يكون لهم الظفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية ونهى المؤمنين عن مثل فعلهم قوله تعالى (ومن يفعل ذلك) أي موالاة الكفار في نقل الأخبار إليهم وإظهارهم على عورة المسلمين (فليس من الله في شيء) أي ليس من دين الله في شيء ثم استثنى فقال (إلا أن تتقوا منهم تقاة)
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»