تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٨٩
سورة آل عمران 24 26 المدارس على جماعة من اليهود فدعاهم إلى الله عز وجل فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زياد على أي دين أنت يا محمد فقال على ملة إبراهيم فقالا إن إبراهيم كان يهوديا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم فأبيا عليه فأنزل الله تعالى هذه الآية وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا وامرأة من أهل خيبر زنيا وكان في كتابهم الرجم فكرهوا رجمهما لشرفهما فيهم فرفعوا أمرهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجوا أن يكون عنده رخصة فحكم عليهما بالرجم فقال له النعمان بن أوفى بحري بن عمرو جرت عليهما يا محمد ليس عليهما الرجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينكما التوراة فقالوا قد أنصفتنا قال فمن أعلمكم بالتوراة قالوا رجل أعور يسكن فدك يقال له ابن صوريا فأرسلوا إليه فقدم المدينة وكان جبريل قد وصفه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت ابن صوريا قال نعم قال أنت أعلم اليهود قال كذلك يزعمون قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء من التوراة فقال له اقرأ فلما أتى على آية الرجم وضع كفه عليها وقرأ ما بعدها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله بن سلام يا رسول الله قد جاوزها فقام فرفع كفه عنها ثم قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اليهود بأن المحصن والمحصنة إذا زنيا وقامت عليهما البينة رجما وإن كانت امرأة حبلى تربص حتى تضع ما في بطنها فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باليهوديين فرجما فغضب اليهود لذلك وانصرفوا فأنزل الله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) التوراة (حظا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله) (ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون) 24 (ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم) والغرور هو الأطماع فيما لا يحصل منه شيء (ما كانوا يفترون) والافتراء اختلاق الكذب 25 قوله تعالى (فكيف إذا جمعناهم) أي فكيف حالهم أو كيف يصنعون إذا جمعناهم (ليوم لا ريب فيه) وهو يوم القيامة (ووفيت) وفرت (كل نفس ما كسبت) أي جزاء ما كسبت من خير أو شر (وهم لا يظلمون) أي لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم 26 قوله تعالى (قل اللهم مالك الملك) قال قتادة ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال ابن عباس رضي الله عنهما وأنس بن مالك رضي الله عنه
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»