285 رضي الله عنهما يدل عليه أنه قال يحاسبكم به الله ولم يقل يؤاخذكم به والمحاسبة غير المؤاخذة والدليل عليه ما أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي الزراد أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب أنا عيسى بن أحمد العسقلاني أنا يزيد بن هارون أنا همام بن يحيى عن قتادة عن صفوان بن محرز قال كنت آخذا بيد عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فأتاه رجل فقال كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ إن الله تعالى يدني المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه يستره من الناس فيقول أي عبدي أتعرف ذنب كذا وكذا فيقول نعم أي رب ثم يقول أي عبدي أتعرف ذنب كذا وكذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال فإني سترتها عليك في الدنيا وقد غفرتها لك اليوم ثم يعطي كتاب حسناته وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة على الظالمين \ قوله تعالى (فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) رفع الراء والباء أبو جعفر وابن عامر وعاصم ويعقوب وجزمهما الآخرون فالرفع على الابتداء والجزم على النسق روى طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما فيغفر لمن يشاء الذنب العظيم ويعذب من يشاء على الذنب الصغير لا يسأل عما يفعل وهم يسألون والله على كل شيء قدير 285 قوله تعالى (آمن الرسول) أي صدق (بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله) يعني كل واحد منهم ولذلك وحد الفعل (وملائكته وكتبه ورسله) قرأ حمزة والكسائي (وكتابه) على الواحد يعني القرآن وقيل معناه الجمع وإن ذكر بلفظ التوحيد كقوله تعالى (فبعث) الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب وقرأ الآخرون (وكتبه) بالجمع كقوله تعالى (وملائكته وكتبه ورسله) (لا نفرق بين أحد من رسله) فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى وفيه إضمار تقديره يقولون لا نفرق وقرأ يعقوب لا يفرق بالياء فيكون خبرا عن الرسول أو معناه لا يفرق الكل وإنما قال (بين أحد) ولم يقل بين آحاد لأن الأحد يكون للواحد والجمع قال الله تعالى (فما منكم من أحد عنه حاجزين) (وقالوا سمعنا) قولك (وأطعنا) أمرك روي عن حكيم عن جابر رضي الله عنهما أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية إن الله قد أثنى عليك وعلى أمتك فسل تعطه فسأل بتلقين الله تعالى فقال (غفرانك) وهو نصب على المصدر أي اغفر غفرانك أو على المفعول به أي نسألك غفرانك (ربنا وإليك المصير)
(٢٧٣)