سورة البقرة 283 لا تكتبوها) يعني التجارة (وأشهدوا إذا تبايعتم) قال الضحاك هو عزم من الله تعالى والإشهاد واجب في صغير الحق وكبيره ونقده ونسئه وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه الأمر فيه إلى الأمانة كقوله تعالى (فإن أمن بعضكم بعضا) الآية وقال الآخرون هو أمر ندب قوله تعالى (ولا يضار كاتب ولا شهيد) هذا نهي للغائب وأصله يضارر فأدغمت إحدى الرائين في الأخرى ونصبت لحق التضعيف لالتقاء الساكنين واختلفوا فيه فمنهم من قال أصله يضارر بكسر الراء الأولى وجعل الفعل للكاتب والشهيد معناه لا يضارر الكاتب فيأبى أن يكتب ولا الشهيد فيأبى أن يشهد ولا يضار الكاتب فيزيد أو ينقص أو يحرف ما أملي عليه ولا الشهيد فيشهد بما لم يستشهد عليه وهذا قول طاوس والحسن وقتادة وقال قوم أصله يضار بفتح الراء على الفعل المجهول وجعلوا الكاتب والشهيد مفعولين ومعناه أن يدعو الرجل الكاتب أو الشاهد وهما على شغل مهم فيقولان نحن على شغل مهم فاطلب غيرنا فيقول الداعي إن الل أمركما أن تجيبا ويلح عليهما فيشغلهما عن حاجتهما فنهى عن ذلك وأمر بطلب غيرهما (وإن تفعلوا) ما نهيتكم عنه من الضرار (فإنه فسوق بكم) أي معصية وخروج عن الأمر (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم) 283 (وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة) قرأ ابن كثير وأبو عمرو (فرهان) بضم الهاء والراء وقرأ الباقون (فرهان) وهو جمع رهن مثل بغل وبغال وجبل وجبال والرهن جمع الرهان جمع الجمع قاله الفراء والكسائي وقال أبو عبيدة وغيره هو جمع الرهن أيضا مثل سقف وسقف وقال أبو عمرو وإنما قرأنا (فرهن) ليكون فرقا بينهما وبين رهان الخيل وقال عكرمة رهن بضم الراء وسكون الهاء والتخفيف والتثقيل في الرهن لغتان مثل كتب وكتب ورسل ورسل ومعنى الآية وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا الآن فارتهنوا ممن تداينونه رهونا لتكون وثيقة بأموالكم واتفقوا على أن الرهن لا يتم إلا بالقبض وقوله فرهن مقبوضة أي ارتهنوا واقبضوا حتى لو رهن ولم يسلم فلا يجبر الراهن على التسليم فغذا سلم لزم من جهة الراهن حتى لا يجوز له أن يسترجعه ما دام شيء من الحق باقيا ويجوز في الحضر الرهن مع وجود الكاتب وقال مجاهد لا يجوز الرهن إلا في السفر عند عدم الكاتب لظاهر الآية وعند الآخرين خرج الكلام في الآية على الأعم الأغلب لا على سبيل الشرط والدليل عليه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رهن درعه عند أبي الشحم اليهودي ولم يكن ذلك في الفر ولا عند عدم كاتب (فإن أمن بعضكم بعضا) وفي حرف أبي (فإن ائتمن) يعني فإن كان
(٢٧٠)