تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٨٤
سورة آل عمران 15 الربيع بن أنس القنطار المال الكثير بعضه على بعض وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه القنطار ألف ومائتا أوقية لكل أوقية أربعون درهما وقال ابن عباس رضي الله عنهما والضحاك ألف ومائتا مثقال وعنهما رواية أخرى اثنا عشر ألف درهم وألف دينار ودية أحدكم وعن الحسن قال القنطار دية أحدكم وقال سعيد بن جبير وعكرمة هو مائة ألف ومائة من ومائة رطل ومائة مثقال ومائة درهم ولقد جاء الإسلام وبمكة مائة رجل قد قنطروا وقال سعيد بن المسيب وقتادة ثمانون ألفا وقال مجاهد سبعون ألفا وعن السدي قال أربعة آلاف مثقال وقال الحكم القنطار ما بين السماء والأرض من مال وقال أبو نصرة ملء مسك ثور ذهبا أو فضة وسمي قنطارا من الإحكام يقال قنطرت الشيء إذا أحكمته ومنه سميت القنطرة قوله تعالى (المقنطرة) قال الضحاك المحصنة المحكمة وقال قتادة هي الكثيرة المنضدة بعضها فوق بعض وقال يمان هي المدفونة وقال السدي هي المضروبة المنقوشة حتى صارت دراهم ودنانير وقال الفراء المضعفة فالقناطير ثلاثة والمقنطرة تسعة (من الذهب والفضة) قيل سمي الذهب ذهبا لأنه يذهب ولا يبقى والفضة فضة لأنها تنفض أي تتفرق (والخيل المسومة) الخيل جمع لا واحد له من لفظه واحدها فرس كالقوم والنساء ونحوهما و (المسومة) قال مجاهد هي المطهمة الحسان وقال عكرمة تسويمها حسنها وقال سعيد بن جبير هي الراعية يقال أسام الخيل وسومها وقال الحسن وأبو عبدة هل المعلمة من السيماء العلامة ثم منهم من قال سيماها الشبه واللون وهو قول قتادة وقيل الكي (والأنعام) جمع النعم وهي الإبل والبقر والغنم جمع لا واحد له من لفظه (والخرب) يعني الزرع (ذلك) الذي ذكرت (متاع الحياة الدنيا) يشير إلى أنها متاع يفنى (والله عنده حسن المآب) أي المرجع فيه إشارة إلى التزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 15 قوله تعالى (قل أؤنبئكم) أي أخبركم (بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله) قرأ العامة بكسر الراء وروى أبو بكر عن عاصم بضم الراء وهما لغتان كالعدوان والعدوان أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب حدثني مالك عن زين بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم \ إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك يا ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون يا رب وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا مالم تعط أحدا من خلقك
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»