تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٧٧
سورة آل عمران 3 6 3 (نزل عليك الكتاب) أي القرآن (بالحق) بالصدق (مصدقا لما بين يديه) لما قبله من الكتب في التوحيد والنبوة والأخبار وبعض الشرائع (وأنزل التوراة والإنجيل) 4 (من قبل) وإنما قال (وأنزل التوراة والإنجيل) لأن التوراة والإنجيل أنزلا جملة واحدة وقال في القرآن (نزل) لأنه نزل مفصلا والتنزيل للتكثير والتوراة قال البصريون أصلها وورية على وزن فوعلة مثل دوخلة وحوقلة فحولت الواو الأولى تاء وجعلت الياء المفتوحة ألفا فصارت توراة ثم كتبت بالياء على أصل الكلمة وقال الكوفيون أصلها تفعلة مثل توصية وتوفية فقلبت ألفا على لغة طيء فإنهم يقولون للجارية جاراة وللناصية ناصاة وأصلها من قولهم ورى الزند إذا خرجت ناره وأوريته أنا قال الله تعالى (أفرأيتم النار التي تورون) فسمى التوراة لأنها نور وضياء قال الله تعالى (وضياء وذكرى للمتقين) وقيل هي من التورية وهي كتمان السر والتعريض بغيره وكان في التوراة معاريض من غير تصريح والإنجيل أفعيل من النجل وهو الخروج ومنه سمي الولد نجلا لخروجه فسمي الإنجيل به لأن الله تعالى أخرج به دارسا من الحق عافيا ويقال هو من النجل وهو سعة العين سمي به لأنه أنزل سعة لهم ونورا وقيل التوراة بالعبرانية توروتور معناه الشريعة والإنجيل بالسريانية انقليون ومعناه الإكليل قوله تعالى (هدى للناس) هاديا لمن تبعه ولم يثنه لأنه مصدر (وأنزل الفرقان) المفرق بين الحق والباطل وقال السدي في الآية تقديم وتأخير تقديرها وأنزل التوراة والإنجيل والفرقان هدى للناس قوله تعالى (إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام) 5 (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء) 6 (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) من الصور المختلفة ذكرا أو أنثى أبيض أو أسود حسنا أو قبيحا تاما أو ناقصا (لا إله إلا هو العزيز الحكيم) وهذا رد على وفد نجران من النصارى حيث قالوا عيسى ولد الله وكأنه يقول كيف يكون ولدا وقد صوره الله تعالى في الرحم أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أبو محمد عبد الرحيم بن أحمد بن محمد الأنصاري أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي أنا علي بن الجعد أنا أبو خيثمة زهير بن معاوية عن الأعمش عن زين بن وهب
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»