سورة البقرة 259 الناس يمتارون من عنده الطعام فكان إذا أتاه الرجل في طلب الطعام سأله من ربك فإن قال أنت باع منه الطعام فأتاه إبراهيم فيمن أتاه فقال له نمرود من ربك قال (ربي الذي يحيي ويميت) فاشتغل بالمحاجة ولم يعطه شيئا فرجع إبراهيم فمر على كثيب من رمل أعفر فأخذ منه تطييبا لقلوب أهله إذا دخل عليهم فلما أتى أهله ووضع متاعه نام فقامت امرأته إلى متاعه ففتحته فإذا هو أجود طعام رأته فصنعت له منه فقربته فقال من أين هذا قالت من الطعام الذي جئت ب فعرف أن الله رزقه فحمد الله قال الله تعالى (إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت) وهذا جواب سؤال غير مذكور تقديره قال له من ربك قال إبراهيم (ربي الذي يحيي ويميت) قرأ حمزة (ربي الذي يحيي ويميت) بإسكان الياء وكذلك (حرم ربي الفواحش) و (عن آياتي الذين يتكبرون) و (قل لعبادي الذين) و (آتاني الكتاب) و (مسني بضر) و (عبادي الصالحون) و (عبادي الشكور) و (مسني الشيطان) و (إن أرادني الله) و (إن أهلكني الله) أسكن الياء فيهن حمزة ووافق ابن عامر والكسائي في (لعبادي الذين آمنوا) وابن عامر (آياتي) وفتحها الآخرون (قال) رجلا نمرود (أنا أحيي وأميت) قرأ أهل المدينة (أنا) بإثبات الألف والمد في الوصل إذا تلتها ألف مفتوحة أو مضمومة والباقون بحذف الألف ووقفوا جميعا بالألف قال أكثر المفسرين دعا نمرود برجلين فقتل أحدهما واستحيا الآخر فجعل القتل إماتة وترك القتل إحياء فانتقل إبراهيم إلى حجة أخرى ليعجزه فإن حجته كانت لازمة لأنه أراد بالإحياء إحياء الميت فكان له أن يقول فأحيي من أمت إن كنت صادقا فانتقل إلى حجة أخرى أوضح من الأولى (قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فإت بها من المغرب فبهت الذي كفر) أي تحير ودهش وانقطعت حجته فإن قيل كيف بهت وكان يمكنه أن يعارض إبراهيم فيقول له سل أنت ربك حتى يأتي بها من المغرب قيل إنما لم يقله لأنه خاف أن لو سأل ذلك دعا إبراهيم ربه فكان زيادة في فضيحته وانقطاعه والصحيح أن الله صرفه عن تلك المعارضة إظهارا للحجة عليه أو معجزة لإبراهيم علي السلام (والله لا يهدي القوم الظالمين) 259 قوله تعالى (أو كالذي مر على قرية) وهذه الآية مسوقة على الآية الأولى وتقديره ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه وهل رأيت كالذي مر على قرية وقيل تقديره هل رأيت كالذي حاج إبراهيم في
(٢٤٢)