تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٢١
سورة البقرة 239 بالتغليظ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا مسلم بن إبراهيم أنا هشام يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المليح قال كنا مع بريدة في غزوة في يوم ذي غيم فقال بكروا بصلاة العصر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله \ وقال قبيصة بن ذؤيب هي صلاة المغرب لأنها وسط ليس بأقلها ولا أكثرها وقال بعضهم إنها صلاة العشاء ولم ينقل عن السلف فيها شيء وإنما ذكرها بعض المتأخرين لأنها بين صلاتين لا تقصران وقال بعضهم هي إحدى الصلوات الخمس لا بعينها أبهمها اللهه تعالى تحريضا للعباد على المحافظة على أداء جميعها كما أخفى ليلة القدر في شهر رمضان وساعة إجابة الدعوة في يوم الجمعة وأخفى الاسم الأعظم في الأسماء ليحافظوا على جميعها قوله تعالى (وقوموا لله قانتين) أي مطيعين قال الشعبي وعطاء وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وطاوس القنوت الطاعة قال الله تعالى (أمة قانتا لله) أي مطيعا وقال الكلبي ومقاتل لكل أهل دين صلاة يقومون فيها عاصين فقوموا أنتم لله في صلاتكم مطيعين وقيل القنوت السكوت عما لا يجوز التكلم به في الصلاة أخبرنا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي أنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي أنا أبو عيسى الترمذي أنا أحمد بن منيع أنا هشيم أنا إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن سقيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال كنا نتكلم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلة يكلم الرجل منا صاحبه إلى جنبه حتى نزلت (وقوموا لله قانتين) فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام وقال مجاهد خاشعين وقال من القنوت طول الركوع وغض البصر والركود وخفض الجناح كان العلماء إذا كان أحدهم يصلي يهاب الرحمن أن يلتفت أو يقلب الحصى أو يعبث بشيء أو يحدث نفسه بشيء من أمر الدنيا إلا ناسيا وقيل المراد من القنوت طول القيام أخبرنا أبو عثمان الضبي أنا أبو محمد الجراحي أنا أبو العباس المحبوبي أنا أبو عيسى الترمذي أنا ابن أبي عمر أنا سفيان بن عيينة عن ابن الزبير عن جابر قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل قال \ طول القنوت \ وقيل قانتين أي داعين دليله ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا يدعو على أحياء من بني سليم على رعل وذكوان وعصية وقيل معناه مصلين لقوله تعالى (أمن هو قانت آناء الليل) أي مصل 239 قوله تعالى (فإن خفتم فرجالا أو ركبانا) فرجالا أي رجالة يقال راجل ورجال مثل صاحب وصحاب وقائم وقيام ونائم ونيام أو ركبانا على دوابهم وهو جمع راكب معناه إن لم يمكنكم أن تصلوا قانتين موفين للصلاة حقها لخوف فصلوا مشاة على أرجلكم أو ركبانا على ظهور دوابكم وهذا في حال المقاتلة والمسايفة يصلى حيث كان وجهه راجلا أو راكبا مستقبل القبلة وغير مستقبلها
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»