تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٧٦
سورة البقرة 200 الناس فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام وقيل ثم بمعنى الواو أي وأفيضوا كقوله تعالى (ثم كان من الذين آمنوا) وأما الناس فهم العرب كلهم غير الحمس وقال الكلبي هم أهل اليمن وربيعة وقال الضحاك الناس ههنا إبراهيم عليه السلام وحده كقوله تعالى (أم يحسدون الناس) وأراد به محمدا صلى الله عليه وسلم وحده ويقال هذا الذي يقتدى به ويكون لسان قومه وقال الزهري الناس ههنا آدم عليه السلام وحده دليله قراءة سعيد بن جبير (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) بالياء وقال هو آدم نسي عهد الله حين أكل من الشجرة أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال سئل أسامة وأنا جالس كيف كان يسير رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حين دفع قال كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص قال هشام والنص فوق العنق أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا إبراهيم بن سويد حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب قال أخبرنا سعيد بن جبير مولى واثلة الكوفي حدثني ابن عباس أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجرا شديدا وضربا للإبل فأشار بسوطه إليهم وقال \ أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع \ (واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) 200 قوله تعالى (فإذا قضيتم مناسككم) أي فرغتم من حجكم وذبحتم نسائككم أي ذبائحكم يقال نسك الرجل ينسك نسكا إذا ذبح نسيكته وذلك بعد رمي جمرة العقبة والاستقرار بمنى (فاذكروا الله) بالتكبير والتحميد والثناء عليه (كذكركم آباءكم) وذلك أن العرب كانت إذا فرغت من الحج وقفت عند البيت فذكرت مفاخر آبائها فأمره الله بذكره وقال (فاذكروني) فإني الذي فعلت ذلك بكم وبآبائكم وأحسنت إليكم وإليهم قال ابن عباس وعطاء معناه فاذكروا الله كذكر الصبيان الصغار الآباء وذلك أن الصبي أول ما يتكلم يلهج بذكر أبيه لا يذكر غيره فيقول الله فاذكروا الله لا غير كذكر الصبي أباه (أو أشد ذكرا) وسئل ابن عباس عن قوله (فاذكروا اللهه كذكركم آباءكم) فقيل قد يأتي على الرجل اليوم لا يذكر فيه أباه قال ابن عباس ليس كذلك ولكن إن تغضب لله إذا عصى أشد من غضبك لوالديك إذا شتما وقوله تعالى (أو أشد ذكرا) يعني بل أشد أي وأكبر ذكرا (فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا) أراد به المشركين كانوا لا يسألون الله تعالى في الحج إلا الدنيا يقولون اللهم أعطنا غنما وإبلا وبقرا وعبيدا وكان الرجل يقوم فيقول اللهم إن أبي كان عظيم القبة كبير الجفنة
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»