تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٧٣
سورة البقرة 198 عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا آدم أخبرنا شعبة أخبرنا يسار أبو الحكم قال سمعت أبا حازم يقول سمعت أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه \ قوله تعالى (ولا جدال في الحج) قال ابن مسعود وابن عباس الجدال أن يماري صاحبه ويخاصمه حتى يغضبه وهو قول عمرو بن دينار وسعيد بن جبير وعكرمة والزهري وعطاء وقتادة وقال القاسم بن محمد هو أن يقول بعضهم الحج اليوم ويقول بعضهم الحج غدا وقال القرظي كانت قريش إذا اجتمعت بمنى قال هؤلاء حجنا أتم من حجكم وقال هؤلاء حجنا أتم من حجكم وقال مقاتل هو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم في حجة الوداع وقد أحرموا بالحج \ اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلد الهدي \ قالوا كيف نجعله عمرة وقد سمينا الحج فهذا جدالهم وقال ابن زيد كانوا يقفون مواقف مختلفة كلهم يزعم أن موقفه موقف إبراهيم فكانوا يجادلون فيه وقيل هو ما كان عليهه أهل الجاهلية كان بعضهم يقف بعرفة وبعضهم بالمزدلفة وكان بعضهم يحج في ذي القعدة وكان بعضهم يحج في ذي الحجة فكل يقول ما فعلته فهو الصواب فقال جل ذكره (ولا جدال في الحج) أي استقر أمر الحج على ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا اختلاف فيه من بعد ذلك معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم \ ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض \ قال مجاهد معناه ولا شك في الحج أنه في ذي الحجة فأبطل النسيء قال أهل المعاني ظاهر الآية نفي ومعناها نهي أي لا ترفثوا ولا تفسقوا ولا تجادلوا كقوله تعالى (لا ريب فيه) أي لا ترتابوا (وما تفعلوا من خير يعلمه الله) أي لا يخفى عليه فيجازيكم به قوله تعالى (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) نزلت في ناس من أهل اليمن كانوا يخرجون إلى الحج بغير زاد ويقولون نحن متوكلون ويقولون نحن نحج بيت الله فلا يطعمنا فإذا قدموا مكة سألوا الناس وربما يفضي بهم الحال إلى النهب والغصب فقال الله جل ذكره (وتزودوا) أي ما تتبلغون به وتكفون به وجوهكم قال أهل التفسير الكعك والزبيب والسويق والتمر ونحوها (فإن خير الزاد التقوى) من السؤال والنهب (واتقون يا أولي الألباب) يا ذوي العقول 198 قوله تعالى (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا علي بن
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»