* (عند سدرة المنتهى (14) عندها جنة المأوى (15) إذ يغشى السدرة ما يغشى (16) * * مرتين. وهذا قول جماعة من الأئمة منهم أحمد بن حنبل، وإسحاق، وغيرهما. وفي بعض الروايات: جعلت الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد.
فإن قيل: كيف تجوز الرؤية على الله تعالى في الدنيا؟ والجواب: أنه لم يكن في الدنيا، وإن كان في الدنيا فكل ما فعل الله تعالى وأكرم به نبيا من أنبيائه فجائز بلا كيف.
وفي رواية [زرين] حبيش عن ابن مسعود في معنى الآية ' أن النبي رأى جبريل وله ستمائة جناح ' والخبر صحيح. وقد ثبت برواية عكرمة عن ابن عباس أن النبي قال: ' رأيت ربي في أحسن صورة ' والله أعلم.
وقوله: * (عندها جنة المأوى) أي: يأوى إليها المؤمنون يوم القيامة، ويقال: تأوى إليها أرواح الشهداء. وقيل: [تأوى] إليها الملائكة.
قال سفيان بن عيينة: كالغربان يقعن على الشجر. وفي الآية دليل على أن الجنة في السماء وأنها مخلوقة، ومن زعم أنها غير مخلوقة فهو كافر بهذه الآية.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: جنة المأوى جنة المبيت. وعن بعضهم: جنة المثوى والمقام. وعن بعضهم: يأوى إليها جبريل والملائكة المقربون.
قال كعب الأحبار: هي جنة فيها طير خضر في حواصلها أرواح الشهداء.
قوله تعالى: * (إذ يغشى السدرة ما يغشى) قال ابن مسعود: يغشاها فراش من ذهب. وعن الحسن: يغشاها نور الرب تعالى. في بعض الأحاديث: أن الملائكة استأذنوا لربهم أن ينظروا إلى محمد ليلة المعراج، فأذن لهم، فاجتمعوا على السدرة.