تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٩٠
والقول الثاني: ينتهي إليها ما يصعد إلي السماء، وينتهي إليها ما يهبط من فوق.
وفي بعض الأخبار: أن الملائكة تصعد بأعمال بني آدم حتى إذا انتهوا إلى سدرة قبضت منهم، ولم يعلموا ما وراء ذلك.
وقد ذكر أبو عيسى القول الثاني الذي ذكرنا مسندا إلى النبي.
والقول الثالث: أن معنى المنتهي أنه ينتهي إليها مقام جبريل. وفي الآية قول آخر: وهو أن معنى قوله: * (ولقد رآه نزلة أخرى) أي: رأى محمد ربه نزلة أخرى، وقد ذكرنا قول ابن عباس من قبل.
واختلف أصحاب رسول الله ورضي عنهم في هذا، فقال ابن مسعود وجماعة: إنه رأى جبريل ولم ير الله تعالى.
وعن مسروق قال: قالت عائشة رضي الله عنها من زعم ثلاثا فقد أعظم الفرية، من زعم أن محمدا يعلم ما في غد فقد أعظم الفرية؛ قال الله تعالى: * (إن الله عنده علم الساعة) وذكرت الآية، ومن زعم أن محمدا كتم من الوحي فقد أعظم الفرية؛ قال الله تعالى: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) ومن زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم الفرية، قال الله تعالى: * (لا تدركه الأبصار...) الآية.
وروى عكرمة عن ابن عباس: ' أن محمدا رأى ربه ليلة المعراج بعينه '. وهو قول أنس وكعب الأحبار وجماعة كثيرة من التابعين منهم: الحسن، وعكرمة: أن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى، فكلم موسى مرتين، ورأى محمد ربه
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»