تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٣٠٢
* (هو أمات وأحيا (44) وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى (45) من نطفة إذا تمنى (46) وأن عليه النشأة الأخرى (47) وأنه هو أغنى وأقنى (48) وأنه هو رب) * * آدم وحواء. والأصح أنه الذكر والأنثى من بني آدم.
وقوله: * (من نطفة إذا تمنى) أي: تقدر. تقول العرب: ما تمنى تلك [الأماني] أي: يقدر ذلك المقدر. وقيل: إذا تمنى، هو عبارة عن الوطء أي: من نطفة تحصل بالجماع.
قوله تعالى: * (وأن عليه النشأة الأخرى) أي: البعث يوم القيامة، وإنما قال: ' الأخرى ' لأنها ثانية النشأة الأولى، والنشأة الأولى ابتداء الخلق.
قوله تعالى: * (وأنه هو أغنى وأقنى) معناه: أعطى وأوسع، فقوله: * (أقنى) أي: أعطى القنية، والقنية: هي أصل مال يتخذ. قالوا: وهو مثل الإبل والبقر والضياع والنبات وما أشبه. ويقال: أغنى بالذهب والفضة، وأقنى بغيرهما من الأموال. ويقال: أغنى وأقنى: أي: أعطى وقنع بما أعطى. قال القتيبي: أغنى أي: أعطى المال وأفنى أي أخدم كأنه أعطاه من يخدمه وقال أغنى أي أعطى بما أعطى. وعن بعضهم أغنى: أي: أغنى نفسه، كأنه وصف نفسه بالغنى. وقوله: * (وأقنى) أي: أفقر خلقه إلى نفسه، ويقال: أغنى وأقنى: أي: وسع وقتر.
قوله تعالى: * (وأنه هو رب الشعرى) في التفسير: أنه كان رجل من خزاعة خالف دين آبائه وعبد الشعر العبور، وهو كوكب خلف الجوزاء تسمى المرزم، وهما الشعريان: [إحداهما]: الغميصاء، والأخرى: العبور، فالغميصاء في المجرة، والعبور خلف الجوزاء وتسمى كلب الجوزاء. وكان ذلك الرجل يعبد الشعرى، ويقول: إنها تقطع الفلك عرضا دون سائر الكواكب، فإنها تقطع أموالا، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وذكر أنه خالق الشعرى التي تعبدونها. [قاله] مجاهد وقتادة وغيرهما. وعن بعضهم: أنها الزهرة، وهذا مخالف لظاهر الآية.
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»