تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٩٦
* (ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى (23) أم للإنسان ما تمنى (24) فلله الآخرة والأولى (25) وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى (26) إن) * * وقوله: * (وما تهوى الأنفس) أي: ما تدعو إليه هو النفس.
وقوله: * (ولقد جاءهم من ربهم الهدى) أي: طريق الرشد والحق.
وقوله تعالى: * (أم للإنسان ما تمنى؟ معناه: اللأنسان ما تمنى؟ أي: ليس له ما تمنى. واعلم أن الأمنية مذمومة، والإرادة محمودة، والفرق بينهما أن الأمنية شهوة لا يصدقها العمل، والإرادة هو ما يصدقه العمل. وفي بعض الأخبار عن النبي أنه قال: ' الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والفاجر من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله المغفرة '. وعن بعضهم: الأماني رأس مال المفاليس.
وقوله: * (فلله الآخرة والأولى) أي: الملك في الآخرة والأولى.
قوله تعالى: * (وكم من ملك في السماوات) روى عن كعب الأحبار أنه قال: ما من موضع شبر في السماء إلا وفيه ملك قائم أو ساجد.
وقد روى مثل هذا في الأرض أيضا عن غيره. وكم في اللغة للتكثير.
وقوله: * (لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) والمعنى: أنهم لا يملكون الشفاعة لأحد حتى يأذن الله فيه ويرضاه. وفي بعض التفاسير: أن هذا جواب لقول المشركين: إن الغرانقة تشفع يوم القيامة عند الله تعالى، وهي الأصنام، فأخبر الله تعالى أن أحدا لا يملك الشفاعة إلا بإذن الله تعالى ورضاه في ذلك.
قوله تعالى: * (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى) هو قولهم للأصنام وتسميتهم إياها اللات، والعزى، ومناة تسمية الإناث. وكانوا يقولون: إن هذه الأصنام على صورة الملائكة.
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»