إلى النبي وذكر له ذلك. فقال: تلك العزى لا تعبد بعد اليوم '. وهذا خبر معروف. وأما ' مناة ' صنم كان ' بقديد ' بين مكة والمدينة. ويقال: بالمشلل.
قال أهل التفسير: وإنما قال: * (ومناة الثالثة الأخرى) لأنهم كانوا يعتقدون أن مناة دون اللات والعزى. وفي التفسير: أن ' اللات ' كان رجل يلت السويق على حجر، فكان كل من يأكل منه سمن، فلما مات عبدوه، واتخذوا حجرا (بصورته).
قال الشاعر:
(لا تعبدوا اللات إن الله مهلكها * وكيف ينصركم من ليس ينتصر) واعلم أنا قد ذكرنا في سورة الحج: ' ' أن النبي قرأ هذه السورة على المشركين، فلما بلغ هذه الآية ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى '. رواه سعيد بن جبير. وغيره عن ابن عباس قال: ' فلما قرأ (كذلك) فخرج المشركون وقالوا: ما كنا نطلب منك إلا هذا، وهو أن لا تعيب آلهتنا ولا تسبها، وتعلم أن لها شفاعة يوم القيامة. لما بلغ آخر السورة سجد النبي وسجد المسلمون والمشركون جميعا، ثم إن جبريل أتاه وأمره أن يقرأ عليه السورة، فقرأ كما قرأ على المشركين، فقال: إن هذا لم أنزله عليك، واستخرج ذلك من قراءته، وحزن النبي بذلك حزنا شديدا حيث عمل الشيطان على لسانه ما عمل، فأنزل الله تعالى مسليا ومعزيا له: * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته....) الآية. ثم إن الرسول لما رجع عما سمع منه، وعاد إلى