تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٩٣
* (ما زاغ البصر وما طغى (17) لقد رأى من آيات ربه الكبرى (18) أفرأيتم اللات والعزى (19) ومناة الثالثة الأخرى (20)) * * شمالا. ويقال معناه: ما قصر عما أمر بالنظر إليه، وما جاوز بصره في النظر إلى غير ما أمر به بالنظر. ومعنى الزيغ في اللغة: هو الميل به، ومعنى الطغيان: هو التجاوز.
قوله تعالى: * (ولقد رأى من آيات ربه الكبرى) قال ابن مسعود: أي: جبريل وله ستمائة جناح قد سد الأفق. وفي رواية ينتشر من ريشه الدر والياقوت (والتعاويذ). وفي رواية أخرى عن ابن مسعود: أنه رأى رفرفا أخضر قد ملأ الأفق.
وتقدير الآية: ' رأى من آيات ربه الآية الكبرى '. وقيل: رأى من آيات ربه الكبرى، أي: النور الذي رآه في تلك الليلة.
قوله تعالى: * (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) معناه: أفرأيتم هذه الأصنام التي تعبدونها، هل تملك شيئا مما ذكر الله تعالى؟ أو هل لها من العلو والرفعة والقدرة مثل ما ذكرنا؟.
وأما تفسير هذا الأصنام: ' فلات ' صنم كانت ثقيف تعبده، وقيل: إنه كان صخرة. وأما ' العزى ' فشجرة كانت تعبدها غطفان وجشم وسليم. ويقال: كانت بيت عليه سدنة، وكانت العرب قد علقوا عليه السوار، وزينوه بالعهن وما يشبهه. وقد روي عن النبي ' أنه بعث خالد بن الوليد ليهدم العزى فقطع شجرات ثم، وهدم بعض الهدم، فرجع إلى النبي وأخبره، فقال: هل رأيت شيئا؟ فقال: لا. قال: إنك لم تفعل، عد، فعاد وبالغ في الهدم وقتل السدنة، وكانوا يقولون: يا عزى عوزيه، يا عزى خبليه. قال: فخرجت امرأة عريانة من جوف العزى، ناشرة شعرها، تدعو بالويل والثبور، وتحثو التراب على رأسها، فعمها خالد بالسيف وقتلها، ورجع
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»