تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٨٥
لغتان مثل مدب ومدب ومصح ومصح، وقال الآخرون: بالفتح المصدر وبالكسر موضع الفرار مثل المطلع والمطلع.
" * (كلا لا وزر) *) لا حصن ولا حرز ولا ملجأ، قال السدي: لا جبل، وكانوا إذا فزعوا نحوا إلى الجبل فتحصنوا به فقال الله سبحانه: لا جبل يومئذ يمنعهم.
" * (إلى ربك يومئذ المستقر) *) أي مستقر الخلق وأعمالهم وكل شي، وقال مقاتل: المنتهى فلا يجد عنه مرحلا نظيره " * (وأن إلى ربك المنتهى) *) وقال يمان: المصير والمرجع، وهو قول ابن مسعود نظيره " * (إن إلى ربك الرجعى) *) و " * (إلى الله المصير) *) وقوله سبحانه " * (ألا إلى الله تصير الأمور) *).
" * (ينبؤا الإنسن يومئذ بما قدم وأخر) *) قال ابن مسعود وابن عباس: قدم قبل موته من عمل صالح أو طالح وما أخر بعد موته من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها. عطية عن ابن عباس: بما قدم من المعصية وأخر من الطاعة. مجاهد: بأول عمل عمله وآخره. قتادة: بما قدم من طاعة الله وأخر من حق الله فضيعه. ابن زيد: بما قدم من عمل من خير أو شر وما أخر من العمل بطاعة الله فلم يعمل به.
عطاء: بما قدم في أول عمره وما أخر في آخر عمره. زيد بن أسلم: بما قدم من أمواله لنفسه وما أخر خلف للورثة، نظيره " * (علمت نفس ما قدمت وأخرت) *).
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا عثمان يقول: خمس مصائب في الذنب أعظم من الذنب:
أولها: خذلان الله لعبده حتى عصاه ولو عصمه ما عصاه.
والثانية: أن سلبه حلية أوليائه وكساه لباس أعدائه.
والثالثة: أن أغلق عليه أبواب رحمته وفتح عليه أبواب عقوبته.
والرابعة: نظر إليه وهو يعصيه.
والخامسة: وقوفه بين يديه يعرض عليه ما قدم وأخر من قبائحه.
فهؤلاء المصائب الخمس في الذنب أعظم من الذنب.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»