تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٠٠
فأنشأت فاطمة:
أمرك عندي يا ابن عم طاعه ما بي من لؤم ولا وضاعه غذيت من خبز له صناعة أطعمه ولا أبالي الساعة أرجو إذ أشبعت ذا المجاعة أن ألحق الأخيار والجماعة وأدخل الخلد ولي شفاعه قال: فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع فطحنته فاختبزته وصلى علي مع النبي (عليه السلام)، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم يتيم فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، يتيم من أولاد المهاجرين، استشهد والدي يوم العقبة، أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنة فسمعه علي ح فأخذ يقول:
فاطم بنت السيد الكريم بنت نبي ليس بالزنيم لقد أتى الله بذي اليتيم من يرحم اليوم يكن رحيم موعده في جنة النعيم قد حرم الخلد على اللئيم ألا يجوز الصراط المستقيم يزل في النار إلى الجحيم فأنشأت فاطمة:
أطعمه اليوم ولا أبالي وأوثر الله على عيالي أمسوا جياعا وهم أشبالي أصغرهم يقتل في القتال بكربلا يقتل باغتيال للقاتل الويل مع الوبال تهوى به النار إلى سفال وفي يديه الغل والأغلال كبوله زادت على الأكبال. قال: فأعطوه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما كان في اليوم الثالث قامت فاطمة خ إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي (عليه السلام) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، تأسرونا (وتشدوننا) ولا تطعمونا، أطعموني فإني أسير محمد أطعمكم الله على موائد الجنة، فسمعه علي فأنشأ يقول:
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»