تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٨٢
أخبرنا عقيل أن المعافى أخبرهم عن ابن جرير قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع عن سفيان ومسعر عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال: لا يقولون القيامة القيامة وإنما قيامة أحدهم موته، وبه عن سفيان ومسعر عن أبي قيس قال: شهدت جنازة فيها علقمة فلما دفن قال: أما هذا فقد قامت قيامته.
" * (ولا أقسم بالنفس اللوامة) *) قال: سعيد بن جبير وعكرمة: تلوم على الخير والشر ولا تصبر على السراء والضراء. مجاهد: تندم على ما فات وتلوم عليه وتقول لو فعلت ولو لم أفعل.
قتادة: اللوامة: الفاجرة. ابن عباس: هي المذمومة، وقال الفراء: ليس من نفس برة ولا فاجرة إلا وهي تلوم نفسها إن كانت عملت خيرا قالت: هلا زدت، وإن كانت عملت سوءا قالت: يا ليتني لم أفعل. الحسن: هي نفس المؤمن، قال: إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلامي ما أردت بأكلتي ما أردت بحديث نفسي وإن الفاجر يمضي قدما لا يحاسب نفسه ولا (يعاتبها). مقاتل: هي نفس الكافر تلوم نفسها في الآخرة على ما فرطت في أمر الله في الدنيا، وقيل: لومها قوله سبحانه: " * (فتقول يا ليتني قدمت لحياتي) *) و " * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) *) أي في أمر الله. سهل: هي الإمارة بالسوء وهي قرينة الحرص والأمل.
أبو بكر الوراق: النفس كافرة في وقت منافقه في وقت مرائية على الأحوال كلها هي كافرة؛ لأنها لا تألف الحق، وهي منافقة لأنها لا تفي بالعهد، وهي مرائية لأنها لا تحب أن تعمل عملا ولا تخطو خطوة إلا لرؤية الخلق، فمن كانت هذه صفاته فهي حقيقة بدوام الملامة لها.
" * (أيحسب الإنسان) *) نزلت في عدي بن ربيعة بن أبي سلمة حليف بني زهرة ختن الأخنس ابن شريف حليف بني زهرة وكان النبي (عليه السلام) يقول: (اللهم اكفني جاري السوء) يعني عديا والأخنس وذلك أن عدي بن ربيعة أتى النبي (عليه السلام) فقال: يا محمد حدثني عن يوم القيامة متى يكون، وكيف يكون أمرها وحالها فأخبره النبي (عليه السلام) بذلك، فقال: لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك ولم أؤمن به، أو يجمع الله العظام؟ فأنزل الله سبحانه " * (أيحسب الإنسان) *) يعني الكافر.
" * (أن لن نجمع عظامه) *) بعد تفريقها وبلائها فنجيبه ونبعثه بعد الموت، يقال: إنه ذكر
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»