تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٣١
" * (وأما من أوتي كتابه بشماله) *) قال ابن الثابت: تلوى يده اليسرى خلف ظهره ثم يعطى كتابه. وقيل: تنزع من صدره إلى خلف ظهره " * (فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية) *) يقول: يا ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت القاضية الفارغة من كل ما بعدها، فلم أبعث بعده، والقاضية موت الأحياء بعدها. وقيل: معناه يا ليتني مت فاسترحت. قال قتادة: تمنى الموت ولم يكن عنده في الدنيا شيء أكره من الموت.
" * (ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه) *) ذهبت عني حجتي عن أكثر المفسرين، وقال ابن زيد: زال عني ملكي وقولي فيقول الله لخزنة جهنم: " * (خذوه) *)، ويروى أنه يجتمع على شخص واحد من أهل النار مائة ألف من الزبانية، فيقطع في أيديهم قال: فلا يرى على أيديهم منه إلا الودك، ثم يعاد خلقا جديدا.
" * (فغلوه ثم الجحيم صلوه) *) أدخلوه " * (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه) *) فأدخلوه في ذراع الملك، فيدخل دبره ويخرج من منخريه. وقيل: يدخل من فيه ويخرج من دبره.
روى سفيان عن بسر بن دعلوق عن نوف البكالي قال: كل ذراع سبعون باعا والباع أبعد مما بينك وبين مكة، وكان في رحبة الكوفة.
وقال سفيان الثوري: كل ذراع من سبعين ذراعا سبعون ذراعا وقال: بأي ذراع هو؟، وقال عبد الله بن عمر وابن العاص: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو أن رصاصة مثل هذه وأشار إلى جمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض فهي مسيرة خمسمائة سنة بلغت الأرض قبل الليل، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها).
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن حبش قال: حدثنا ابن زنجويه قال: حدثنا موسى بن محمد قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا سلمة قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا بكار ابن عبد الله عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن حنظلة عن كعب في قوله: " * (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه) *) قال: لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقة منها.
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا موسى بن محمد قال: حدثنا الحسن بن علوية قال: حدثنا إسماعيل بن عيسى قال: حدثنا المسيب قال: حدثنا سويد بن يحيى قال: بلغني أن جميع أهل النار في تلك السلسلة، ولو أن حلقة منها وضعت على جبل لذاب من حرها
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»