تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٩
المطلب في قوله سبحانه: " * (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) *) قال: ثمانية أملاك على صورة الأوعال. وفي الحديث:) * (إن لكل ملك منهم أربعة أوجه: وجه رجل، ووجه أسد، ووجه ثور، ووجه نسر).
وقيل: أنشد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قول أمية بن أبي الصلت:
رجل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد والشمس تصبح كل آخر ليلة حمراء تصبح لونها يتورد تأبى فما تطلع لنا في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صدق).
وروى عن علي بن الحسن أنه قال: إن الله سبحانه خلق العرش رابعا لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء: الهواء، والقلم، والنور، ثم خلق من ألوان أنوار مختلفة، من ذلك نور أخضر منه اخضرت الخضرة، ونور أصفر منه اصفرت الصفرة، ونور أحمر منه احمرت الحمرة، ونور أبيض فهو نور الأنوار، ومنه ضوء النهار ثم جعله سبعين ألف ألف ألف طبق ليس من ذلك طبق إلا يسبح بحمده ويقدسه بأصوات مختلفة لو أذن للسان منها أن تسمع لهدم الجبال والقصور ولخسف البحار.
2 (* (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية * فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هآؤم اقرؤا كتابيه * إنى ظننت أنى ملاق حسابيه * فهو فى عيشة راضية * فى جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئا بمآ أسلفتم فى الايام الخالية * وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول ياليتنى لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه * ياليتها كانت القاضية * مآ أغنى عنى ماليه * هلك عنى سلطانيه * خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين * فليس له اليوم هاهنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين * لا يأكله إلا الخاطئون * فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون * إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون * تنزيل من رب العالمين * ولو تقول علينا بعض الاقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين * وإنه لتذكرة للمتقين * وإنا لنعلم أن منكم مكذبين * وإنه لحسرة على الكافرين * وإنه لحق اليقين * فسبح باسم ربك العظيم) *) 2
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»