تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٠
عن النبي صلى الله عليه وسلم " * (يوم يكشف عن ساق) *) قال: (نور عظيم يخرون له سجدا).
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الرومي يقرأ أبي عليه في مسجده يوم السبت لأربع بقين من ذي الحجة سنة ست وثمانين وثلاثمائة، حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، حدثنا زهير بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا قريش بن حيان العجلي، حدثنا بكر بن وائل عن الزهري عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟
قال: (هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟).
قلنا: لا.
قال: (فهل تضارون في القمر ليلة البدر؟).
قلنا: لا.
قال: (فإنكم ترون كذلك، إذا كان يوم القيامة جمع الأولون والآخرون، ونادى مناد: من كان يعبد شيا فليلزمه، وترفع لهم آلهتهم التي كانوا يعبدون فتمضي ويتبعونها حتى يقذفهم في النار، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيقال لهم: ذهب الناس وبقيتم فيقولون: لنا رب لم نره بعد، قال: يقول هل تعرفونه؟ فيقولون: إن بيننا وبينه آية إذا رأيناه عرفناه، فيكشف لهم عن ساق فيخرون له سجدا، ويبقى أقوام ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون).
أخبرنا الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم قراءة عليه في جمادي الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا أبو قلابة الرقاشي، حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، حدثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يأخذ الله تعالى للمظلوم من الظالم، حتى لا يبقى مظلمة عند أحد حتى أنه يكلف شائب اللبن بالماء ثم يتبعه أن يخلص اللبن من الماء، فإذا فرغ من ذلك نادى مناد يسمع الخلائق كلهم ألا ليلحق كل قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله فلا يبقى أحد عبد شيئا من دون الله إلا مثلت له آلهته بين يديه، ويجعل الله ملكا من الملائكة على صورة عزير، ويجعل الله ملكا من الملائكة على صورة عيسى ابن مريم، فيتبع هذا اليهود ويتبع هذا النصارى، ثم يلونهم، وقيل: تلونهم آلهتهم إلى النار، وهم الذين يقول الله تعالى: " * (لو كان هؤلاء آلهة لما وردوها وكل فيها خالدون) *) فإذا لم يبق إلا المؤمنون، وفيهم المنافقون قال الله لهم: ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»