وقيل: إنا خلقناهم من أجل ما يعلمون وهو الأمر والنهي والثواب والعقاب فحذف أجل، كقول الشاعر:
أأزمعت من آل ليلى احتكارا وشطت على ذي هوى أن تزارا أي من أجل آل ليلى.
وقيل: " * (ما) *) بمعنى من، مجازه: إنا خلقناهم ممن يعلمون ويعقلون لا كلبهائم. " * (فلا أقسم برب المشارق والمغارب) *) قرأ أبو حيوة برب المشرق والمغرب " * (إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين) *) نظيره في سورة الواقعة.
" * (فذرهم يخوضوا) *) في باطلهم " * (ويلعبوا) *) ويلهوا في دنياهم " * (حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) *) نسختها آية القتال " * (يوم يخرجون) *) قراءة العامة بفتح الياء وضم الراء، وروى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم بضم الياء وفتح الراء " * (من الأجداث) *) القبور " * (سراعا) *) إلى إجابة الداعي " * (كأنهم إلى نصب) *) قراءة العامة بفتح النون وجزم الصاد يعنون إلى شيء منصوب، يقال: فلان نصب عيني.
قال ابن عباس: يعني إلى غاية وذلك حين سمعوا الصيحة الأخيرة. الكلبي: إلى علم وزواية، وقال أبو العلاء: سمعت بعض العرب يقول: النصب الشبكة التي يقع فيها الصيد فيتسارع إليها صاحبها مخافة أن يفلت الصيد منها، وقرأ زيد بن ثابت وأبو رجاء وأبو العالية ومسلم البطين والحسن وأشهب العقيلي وابن عامر " * (إلى نصب) *) بضم النون والصاد، وهي رواية حفص عن عاصم واختيار أبي حاتم.
قال مقاتل والكسائي: يعني إلى أوثانهم التي كانوا يعبدونها من دون الله. وقال الفراء والأخفش: النصب جمع النصب مثل رهن، والأنصاب جمع النصب فهي جمع الجمع. وقيل: النصب والأنصاب واحد.
" * (يوفضون) *) يسرعون. قال الشاعر:
فوارس ذبيان تحت الحديد كالجن يوفضن من عبقر وقال ابن عباس وقتادة: يسعون، وقال أبو العالية ومجاهد: يستبقون، ضحاك: يطلعون. الحسن يبتدرون. القرظي يشتدون " * (خاشعة) *) ذليلة خاضعة " * (أبصارهم) *) بالعذاب، قال قتادة: سواد الوجوه " * (ترهقهم ذلة) *) يغشاهم هوان، ومنه غلام مراهق إذا غشى الاحتلام " * (ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون) *) وهو يوم القيامة.