تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٨
" * (عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها) *)، قرأ الحسن وعاصم والأخفش وابن محيص بالتخفيف، وغيرهم بالتشديد، وهما لغتان وفرق قوم بينهما، فقال: التبديل تغيير الشيء أو تغيير حاله وعين الشيء قائم، والابدال رفع الشيء ووضع شيء آخر مكانه.
قال عبد الله بن مسعود: بلغني أن القوم أخلصوا وعرف الله تعالى منهم الصدق، فأبدلهم بها جنة يقال لها: الحيوان، فيها عنب يحمل البغل منها عنقودا. وقال بكر بن سهل الدمياطي: حدثني أبو خالد اليمامي أنه رأى تلك الجنة، وقال: رأيت كل عنقود منها كالرجل الأسود القائم.
" * (إنا إلى ربنا راغبون كذلك العذاب) *) أي كفعلنا بهم نفعل بمن تعدى حدودنا وخالف أمرنا.
" * (ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب) *) نزل من عند الله سبحانه وتعالى. " * (فيه تدرسون) *) تقرؤون ما فيه. " * (إن لكم فيه) *) في ذلك الكتاب " * (لما تخيرون) *) تختارون وتشتهون " * (أم لكم أيمان) *) عهود ومواثيق " * (علينا بالغة) *) كما عهدناكم علمه ووعدناكم فاستوثقتم بها منا، فلا ينقطع عهدكم " * (إلى يوم القيامة إن لكم) *) كسر " * (إن) *) لدخول اللام فيه في ذلك العهد. " * (لما تحكمون) *) تقضون وتريدون فيكون لكم حكمكم. " * (سلهم أيهم بذلك) *) الذي ذكرت " * (زعيم) *) كفيل، والزعيم: الرسول ها هنا قاله الحسن وابن كيسان قائم بالحجة والدعوى " * (أم لهم شركاء) *) أرباب تفعل هذا. وقيل: شهداء يشهدون لهم بصدق ما يدعونه.
" * (فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين) *)) .
* (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون * فذرنى ومن يكذب بهاذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملى لهم إن كيدى متين * أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون * أم عندهم الغيب فهم يكتبون * فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم * لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعرآء وهو مذموم * فاجتباه ربه فجعله من الصالحين * وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون * وما هو إلا ذكر للعالمين) *) 2 " * (يوم يكشف عن ساق) *) أي عن أمر شديد فظيع، وهو إقبال الآخرة. قرأه العامة بياء مضمومة، وقرأ ابن عباس بتاء مفتوحة، أي يكشف القيامة عن ساقها. وقرأ الحسن بتاء مضمومة " * (عن ساق) *) أي عن أمر شديد فظيع، وهو إقبال الآخرة وذهاب الدنيا وهذا من باب الاستعارة، يقول العرب للرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج فيه إلى جد وجهد ومعاناة ومقاساة للشدة: شمر عن ساقه، فاستعير الساق في موضع الشدة.
قال دريد بن الصمة يرثي رجلا
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»