تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١١٤
" * (ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا وخلقناكم أزواجا) *) أصنافا ذكورا وإناثا. " * (وجعلنا نومكم سباتا) *) راحة لأبدانكم، والنائم مسبوت لا يعلم ولا يعقل كأنه ميت، " * (وجعلنا الليل لباسا) *) غطاء وغشاء يلبس كل شيء بسواده " * (وجعلنا النهار معاشا) *) سببا لمعاشكم والتصرف في مصالحكم فسماه به كقول الشاعر:
وأخو الهموم إذا الهموم تحضرت (جنح) الظلام وساده لا يرقد فجعل الوسادة هي التي لا ترقد والمعنى لصاحب الوسادة.
" * (وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا) *) مضيئا منيرا وقادا حارا وهي الشمس. " * (وأنزلنا من المعصرات) *) قال مجاهد ومقاتل وقتادة: يعني الرياح التي تعصر السحاب، وهي رواية العوفي عن ابن عباس ومجازه على هذا التأويل بالمعصرات " * (من) *) بمعنى الباء كقوله سبحانه: " * (من كل أمر سلام) *) وكذلك كان عكرمة يقرأها " * (وأنزلنا بالمعصرات) *) وروى الأعمش عن المنهال عن ابن عمرو وعن قيس بن سكن قال: قال عبد الله في قوله: " * (وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا) *) قال: بعث الله سبحانه الريح فحمل الماء من الماء فتدر كما تدر اللقحة ثم يبعث الماء كأمثال العزالي فتضرب به الرياح فينزل متفرقا.
قال المؤرخ: المعصرات: ذوات الأعاصير، وقال أبو العالية والربيع والضحاك: هي السحاب التي تجلب المطر ولم تمطر كالمرأة المعصر، وهي التي دنا حيضها، قال أبو النجم:
قد أعصرت أو قد دنا اعصارها.
وهذه رواية الوالي عن ابن عباس. قال المبرد: المعصرات الفاطرات، وقال ابن كيسان: المغيثات من قوله " * (يعصرون) *) وقال أبي بن كعب والحسن وسعيد بن جبير وزيد بن أسلم ومقاتل بن حيان: من المعصرات أي من السماوات.
" * (ماء ثجاجا) *) أي صبابا، وقال مجاهد: مدرارا، قتادة: متتابعا يتلوا بعضه بعضا، وقال ابن زيد: كثيرا.
" * (لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا) *) مجتمعه ملتفة بعضه ببعض وواحدها ألف في قول (نحاة) البصرة وليس بالقوى وفي قول الآخرين واحدها لف ولفيف وقيل: هو جمع الجمع يقال: جنة لفا (وبنت) لف وجنان لف بضم اللام ثم تجمع اللف ألفافا
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»