تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١١٥
" * (إن يوم الفصل كان ميقاتا) *) لما وعد الله سبحانه " * (يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا) *) [....]، وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن شنبه، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن منصور الكسائي قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار قال: أخبرنا محمد بن زهير عن محمد بن المهتدي عن حنظلة الدوري عن أبيه عن) البزا) بن عازب قال: كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل أبي أيوب الأنصاري فقال معاذ: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى: " * (يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا) *) فقال: (معاذ سألت عن عظيم من الأمر، ثم أرسل عينيه ثم قال: تحشرون عشرة أصناف من أمتي أشتاتا قد ميزهم الله تعالى من جماعة المسلمين وبدل صورهم فبعضهم على صور القردة وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكبين أرجلهم فوق ووجوههم أسفل يسحبون عليها، وبعضهم عمي يترددون، وبعضهم صم بكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهي مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم يقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبين على جذوع من نار، وبعضهم أشد نتنا من الجيف، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم، فأما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس يعني النمام وأما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت، والمنكسين على وجوههم فأكلة الربا، والعمي من يجور في الحكم، والصم والبكم المعجبون بأعمالهم، والذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقصاص الذين خالف قولهم أعمالهم، والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران، والمصلبين على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان، والذين هم أشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات ومنعوا حق الله سبحانه من أموالهم، والذين يلبسون الجباب فأهل الكبر والفخر والخيلاء).
" * (وفتحت السماء) *) قرأ أهل الكوفة بالتخفيف وغيرهم بالتشديد. " * (فكانت أبوابا) *) أي شقت لنزول الملائكة، وقيل: شقت حتى جعلت كالأبواب قطعا، وقيل: تنحل وتتناثر حتى تصير فيها أبواب وطرق وقيل: إن لكل عبد بابين في السماء: باب لعمله وباب لرزقه، فإذا قامت القيامة انفتحت الأبواب.
" * (وسيرت الجبال) *) عن وجه الأرض " * (فكانت سرابا) *) كالسراب " * (إن جهنم كانت مرصادا) *) طريقا وممرا فلا سبيل إلى الجنة حتى تقطع النار، وقال مقاتل: محبسا " * (للطاغين) *) للكافرين " * (مآبا لابثين) *) قرأه العامة بالألف وقرأ علقمة وحمزة: لبثين بغير ألف وهما لغتان " * (فيها أحقابا) *) جمع حقب والحقب جمع حقبة كقول متمم:
وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»