تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١١٧
" * (ولا شرابا) *) يرويهم من العطش، " * (إلا حميما) *) وأنبأني عبد الله بن حامد قال: أخبرنا حامد بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حماد قال: حدثنا محمد بن علي الحسن الشقيقي قال: سألت أبا معاذ النحوي الفضل بن خالد المروزي يقول في قوله سبحانه: " * (لا يذوقون فيه بردا) *) قال: البرد: النوم، ومثله قال الكسائي وأبو عبيده وانشدوا فيه:
بردت مراشفها علي فصدني عنها وعن قبلاتها البرد والعرب تقول: منع البرد البرد، يعني أذهب البرد النوم، قال الفراء: إن النوم ليبرد صاحبه وإن العطشان لينام فيبرد غليله؛ فلذلك سمي النوم بردا، قال الشاعر:
وان شئت حرمت النساء سواكم وان شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا وقال الحسن وعطاء: لا يذوقون فيها بردا أي روحا وراحة.
" * (جزاء) *) نصب على المصدر، مجازه: جازيناهم جزاء.
" * (وفاقا) *) وافق أعمالهم وفاقا كما نقول: قاتل قتالا عن الأخفش، وقال الفراء: هو جمع وفق والوفق واللفق واحد، قال الربيع: جزاء بحسب أعمالهم، الضحاك: على قدر أعمالهم، مقاتل: وافق العذاب الذنب فلا ذنب أعظم من الشرك ولا عذاب أعظم من النار، الحسن وعكرمة: كانت أعمالهم سيئة فأثابهم الله بما يسوءهم.
" * (إنهم كانوا لا يرجون) *) يخافون " * (حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا) *) تكذيبا قال الفراء: هي لغة يمانية فصيحة، يقولون: كذب كذابا، وخرقت القميص خراقا، كل فعلت فمصدرها فعال في لغتهم مشدد، قال: وقال لي إعرابي منهم: علي المروة ستفتيني الحلاق أحب إليك أم القصاب وأنشدني بعض بني كلاب:
لقد طال (ما ثبطتني) عن صحابي وعن حوج قضاؤها من شفائنا " * (وكل شيء أحصيناه كتابا فذوقوا فلن نزييدكم إلا عذابا) *) أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا السني قال: أخبرني ابن منجويه قال: حدثنا أبو داود الحراني قال: حدثنا شعيب بن حيان قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: حدثنا وسمعت الحسن بن دينار سأل الحسن عن أشد آية في القرآن على أهل النار فقال الحسن: سألت أبا برزة الأسلمي فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (فذوقا فلن نزيدكم إلا عذابا).
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»